أجاب عن هذا السؤال الشيخ عطية صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف فقال ان النكتة أو الفكاهة شىء من قول أو فعل يقصد به غالبا الضحك وإدخال السرور على النفس ، وينظر فى حكمها إلى القصد منها وإلى أسلوبها ، فإن كان المقصود بها استهزاء أو تحقيرا مثلا، أو كان فى أسلوبها كذب مثلا كانت ممنوعة ، وإلا فلا وهى تلتقى مع المزاح فى المعنى، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا كما رواه أحمد، وجاء فى سنن الترمذى : قالوا إنك تداعبنا ، قال “إى ولا أقول إلا حقا” وهو حديث حسن .
ومن حوادثه أن رجلا قال له : احملنى على بعير، فقال ” بل نحملك على ابن البعير” فقال : ما أصنع به ؟ إنه لا يحملنى ، فقال صلى الله عليه وسلم ” ما من بعير إلا وهو ابن بعير” رواه أبو داود والترمذى وصححه . “الأذكار للنووى ص 322” وقيل إن السائل امرأة .
وأنبه إلى الإقلال من النكتة وعدم التمادى فيها ، فقد تجر إلى المحرم ، ففى الحديث “إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوى بها سبعين خريفا فى النار” رواه الشيخان . وقال عمر رضى الله عنه : من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استُخف به . وقال عمر بن عبد العزيز: اتقوا اللّه وإياكم والمزاح ، فإنه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح . يقول النووى فى كتابه المذكور: قال العلماء : إن المزاح المنهى عنه هو الذى فيه إفراط ويداوم عليه ، لأنه يورث قسوة القلب ويشغل عن ذكر اللّه ويؤول فى كثير من الأوقات إلى الإيذاء ويورث الأحقاد ويسقط المهابة والوقار، وما سلم من ذلك فلا مانع منه فقد كان الرسول يفعله نادرا للمصلحة وتطييب النفس والمؤانسة، وهذا لا مانع منه قطعا بل هو سنة مستحبة إذا كان بهذه الصفة ، فاعتمد ما نقلناه عن العلماء وحققناه فى هذه الأحاديث وبيان أحكامها ، فإنه مما يعظم الاحتياج إليه