ما هو مستقبل المنطقة بعد طوفان الأقصي؟
بقلم / ممدوح الشنهوري
لاشك أن صمت الحكومات العربية خلال الحرب الدائرة حاليا بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الإحتلال له الكثير من الأبعاد السياسية والإستراتجية التي ترتب لها إسرائيل في حال انتصارها في الحرب، لا قدر الله ، حيث تخطط لإحكام سيطرتها علي قطاع غزه بالقوة وربما تسعى لتغيير الوضع السكاني والجغرافي ليس للقطاع فقط ولكن لفلسطين كلها وريما خارج فلسطين ايضا .
مما يجعلنا نتسائل لما هذا الصمت المريب من قَبل العرب تجاه هذه الحرب بالذات وفي ذلك الوقت؟ والذي من المفروض ان يكون للشعوب العربية موقف مشرف فيه مع الفلسطينيين علي الأقل أمام شعوبهم وخاصة في ظل مشاهدة هذه الشعوب هذه الحرب بالصوت والصوره علي مدار الساعة وعلي كل وسائل الإعلام من مجازر ومذابح في حق إخوانهم المدنيين في الفلسطينيين.
الم تفكر الحكومات العربية في حالات الأثار السلبية والنفسية التي سيتركونها في نفوس شعوبهم في المستقبل وفي تلك الأجيال القادمة في مواجهة الصِعاب والأخطار التي ربما قد تحيق بأي من دولهم، في مواجهة عدوهم، وهم كانوا يرأون ذلك الضعف والعجز والقهر أمام أعينهم علي شاشات الإعلام، ضد إخوانهم الفلسطينيين في غزه، وهم مكبلين من الإرادة والعزيمة حتي علي النطق ولو بكلمة تشد من أزر إخوانهم في غزه؟؟
ليجعلنا نتسائل؟ من أين لهم ستأتي عزائمهم في مواجهة أعدئهم في المستقبل في ظل فرض الغرب بقيادة أمريكا هيمنته عسكريا وسياسيا وإقتصاديا على المنطقة
لهذا ولمن يظن من العرب، ان حرب فلسطين ضد الإسرائيليين الأن هي حرب خاصة بالشعب الفلسطيني، مخطئ، لإنها هي حرب لمستقبل أجيال من العرب، وإما أن تزرع فيهم الأن دولهم العربية شيء من الكرامة والعزة والشجاعة في مواجهة عدوهم الغربي المتوغل والقادم لا محالة في المستقبل ، مع وجود عدوهم اللدود والأساسي في منطقة الشرق الاوسط وهو إسرائيل، أو ان تزرع في قلوبهم الجٌبن والخوف والخنوع ،من أجل المال والإقتصاد والذي مهما كٌثر أو قل لديهم لن يعيد لهم كرامتهم المسلوبة أمام ابناءهم وشعوبهم .
ومن هنا مساندة العرب للفلسطينيين ضروة للحفاظ على هوية الأمة كلها وحماية مقدساتها. وصمود الشعب الفلسطيني والأداء الرائع للمقاومة في المعارك اربك اسرائيل وحلفائها ، وهي لحظة حاسمة تتطلب توحد الموقف العربي الداعم للفلسطينيين .
ممدوح الشنهوري
كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان