متشددون يرشحون الارهابي قاسم سليماني لرئاسة ايران
يدفع المتشددون في إيران باتجاه ترشيح قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة في 2017.
ونقلت مواقع مقربة من المتشددين، من بينها موقع “دولت بهار”، أن رجل الدين المتشدد مهدي طائب، القيادي في مركز “عمّار” الاستراتيجي لمكافحة الحرب الناعمة ضد إيران، وهي من جماعات الضغط المقربة من المرشد علي خامنئي، طالب في كلمة له الأربعاء الماضي، بترشيح الجنرال قاسم سليماني، معتبراً أنه الخيار الأفضل والأنسب لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويسمح الدستور الإيراني للقيادات العسكرية بكافة صنوفها بالترشح لأي انتخابات، بشرط تقديم استقالته من المؤسسة العسكرية، كما فعل القائد السابق للحرس الثوري الجنرال محسن رضائي الذي ترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2009، وفاز فيها الرئيس السابق المتشدد محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.
وقاسم سليماني موضوع على لائحة الإرهاب الأميركية منذ عام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، بصفته قائد “قوة داعمة للإرهاب”.
وكرت ” العربية نت ” أن الأنباء عن ترشيح سليماني تتردد في ظل خلافات حادة مع حكومة روحاني، أكد وجودها قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، الذي اتهم في مقابلة تلفزيونية الخميس، الرئيس “المعتدل” وحلفاءه الإصلاحيين بـ”التناغم مع العدو”، وقال: “إن الحرس الثوري لديه وجهات نظر مختلفة مع الحكومة في بعض القضايا الاقتصادية والثقافية والسياسية، ولكن هذا ليس مدعاة لعدم دعم الحكومة وعدم التعاون معها”.
يذكر أن الخلافات اشتدت بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والحرس الثوري منذ فوز الإصلاحيين والمعتدلين في الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء في فبراير الماضي، خاصة أن روحاني كثف هجومه على الحرس الثوري خلال الآونة الأخيرة، داعياً إلى الحد من نفوذهم في السياستين الداخلية والخارجية للبلاد.
وفي العام الماضي، وصلت الخلافات إلى ذروتها، حيث أشيعت أنباء عن نية الحرس الثوري الإيراني القيام بانقلاب عسكري ضد حكومة الرئيس حسن روحاني واستلام زمام الحكم تحسبا لأية اضطرابات داخلية، أو فشل المفاوضات مع الغرب، أو خسارة النفوذ الإيراني في بعض الدول العربية بعد التغيرات الهائلة التي حدثت في المنطقة بعد انطلاق “عاصفة الحزم”.
ويرى مراقبون أن تقوية دور الحرس الثوري في الحياة السياسية بدعم من المرشد خامنئي، تعتبر تمهيداً لعسكرة البلاد تحسباً لأي تحركات داخلية، كما حدث في عام 2009 حيث لعب الحرس الثوري دوراً بارزاً في قمع الانتفاضة الخضراء.
وسينافس سليماني في حال ترشحه، في نفس المعسكر المتشدد، الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي بدأ حملته الانتخابية من أجل الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة، كمنافس قوي للرئيس الحالي حسن روحاني الذي استطاع أن يحقق الاتفاق النووي ويعيد رفع جزء من العقوبات الدولية على إيران التي تسببت بها سياسات سلفه المتشددة.
إلا أن أحمدي نجاد لم يعد يحظى بتأييد الحرس الثوري، ولا بدعم التيار المحافظ، خاصة بعد كشف ملفات الفساد والاختلاسات المالية، التي كشفت منها حكومة روحاني ما يقارب 70 مليار دولار، إضافة إلى تمرده على المرشد في بعض القضايا إبان فترة ولايته الثانية.