متى تفيق المرأة اللعوب
بقلم / حسان أبو جازية
من الطبيعي أن تبذل الأم كل جهدها وتتحمل كل مصاعب الحياة والمعاناة من أجل الحفاظ على فلذات كبدها وإسعادهم بالبقاء بقربهم وبجوارهم مما بلغت اصعب الظروف. ويقولون في الأمثال ليس اليتيم يتيم الأب ولكن اليتيم من ليس له أم لأنها الحضن والحصن المنيع للأبناء من كل شر .
ولكن للأسف الشديد تحولت بعض الأمهات اليوم عن أداء دورهن الطبيعي ،وتجردن من مشاعر وأحاسيس الأمومة وراحت تركض وراء اهوائها وغرائزها سواء الجسدية أو المادية. وتركن أبنائهن للضياع من أجل إشباع رغباتهن سواء بطرق مشروعة او بطرق ملتوية.
ويطلق العامة على تلك النساء مسمى ” المرأة اللعوب” وتتميز بقسوة القلب وعدم المبالاة بالاخرين ، فالمرأة من هذا النوع لا ترى في العالم إلا نفسها ، و لا يهمها الا إشباع رغباتها. وغالبا ما يرث ابنائها تلك السلوكيات القبيحة ، مما ينذر بدمار تلك الأسر التي تتخلى فيها المرأة عن دوره الشرعي والقانوني والانساني.
ونذكر تلك النساء بتكريم كل الأديان السماوية للأم لدورها الحيوي في الحفاظ على الجنس البشري بالانجاب ثم الرعاية .والام في الاسلام لها مكانة خاصة ومركز ممتاز وشأن جليل وفضل عظيم ووظيفة سامية ورسالة خطيرة. فهي المدرسة الأولى الخالدة والقدوة المباشرة الملازمة الدائبة، وهي للأسرة مثال القلب للجسم. والأسرة هي أساس المجتمع، ووظيفتها الطبيعية السامية، فهي الأمومة المقدسة لإنجاب الأولاد، وحضانة الأطفال، والمشاركة الممتازة في حفظ النوع البشري، أما رسالتها الخطيرة فتتمثل في رعاية الأطفال وتنشئة الأولاد تنشئة صالحة وتعويدهم على أحسن العادات وأكرم التقاليد، وتهيئتهم للرجولة والكفاح وتصنع منهم الأبطال لتخرج لنا النوابغ وقادة الأمة والأوطان، وهي بعد شريكة الرجل في الحياة الزوجية والشؤون الاجتماعية اللائقة بأمومتها ورسالتها.
نهيب بهؤلاء النسوة ان يفقن ويفهمن دروهن الصحيح قبل ان يستيقظن على كارثة يفقدن فيها ابنائهن وربما أنفسهن.