بقلم / الدكتور محمد النجار
قبل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ، تقدم الجنرال الأمريكي مارك اليكسندر ميلي رئيس هيئة الأركان في الجيش الامريكي بطلب الى الرئيس الامريكي بايدن بتأخير الإنسحاب من أفغانستان ، فلم ينصاع الرئيس لهذا الطلب ، بل وأصدر قراراً بالإنسحاب الفعلي من أفغانستان ، وأصبح هذا الإنسحاب دليلاً قاطعاً على “هزيمة” مدوية للقوات الامريكية في افغانسان ، وأصبح “انتصاراً” كبيراً لأفغانستان .
لماذا لم يستقيل قائد الجيش اعتراضا على قرار الانسحاب
عندئذ تقدم النائب الجمهوري توماس كتون بسؤال كبير الى الجنرال مارك اليكسندر ميلي رئيس يسأله :
لماذا لم تتقدم بإستقالتك كقائد للجيش عندما لم ينصاع الرئيس بايدن لطلبك له بتأخير الإنسحاب من أفغانستان؟؟!
رد قائد الجيش الامريكي:
- . إن استقالتي من الجيش إعتراضا على قرار الانسحاب ستصبح عملاً سياسياً يتنافى مع قوانين ومبادئ المؤسسة العسكرية .
- إن مهمة قادة الجيش هي تقديم أفضل التقارير والنصائح العسكرية للرئيس ، والرئيس غير ملزم باتخاذ قرارات تنفيذية بناء على هذه التقارير.
- إن البلاد لا تحتاج الى جنرالات الجيش ليحددوا الأوامر التي تتخذها إدارة الدولة ، فهذه ليست مسئولية الجيش.
- إن سيادة السلطة المدنية على السلطة العسكرية تعد أمرا مطلقاً ومهماً لاستمرار هذه الجمهورية
هذه هي الدولة المدنية في أمريكا التي تسيطر على المؤسسة العسكرية التي ليست لها أن تتدخل في القرارات التنفيذية بمختلف مستوياتها . إن مهمة الجيش هي حماية حدود الدولة ودستورها حتى تتمكن الحكومة من المحافظة على كيان الدولة وارضها وشعبها .
ليت العرب والمسلمون يتعلمون المفهوم الحقيقي للدولة المدنية التي تدير شئون الدولة بكافة وزاراتها ، بينما تتفرغ الجيوش لحماية حدود البلاد والدفاع عن المقدسات ، خاصة وأن اسرائيل ومعها الصهيونية العالمية الأمريكية والغربية وغيرهم لا زالت تُصر على أن دولتها من البحر الى النهر، ويهدد بعض وزرائها بإلقاء القنابل النووية مثلما هدد وزير التراث اليهودي “عميحاي إلياهو” بإلقاء قنبلة نووية على غزة ، وأن ما يحدث في غزة يمكن يحدث مع أي دولة عربية أخرى اذا اختلفت مصالح اسرائيل مع مصالحها في أي وقت .
(((إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)))(88)هود
اللهم احفظ بلاد وشعوب ومقدسات وجيوش العرب والمسلمين
وبالله التوفيق
د.محمد النجار 21-11-2023م فجرالثلاثاء7جماد الاول1445هـ اليوم((46))طوفان الاقصى