مجلس الأمن يعرب عن قلقه جراء تصاعد العنف فى السودان
قوات الدعم السريع تنفى مسؤوليتها عن قصف أم درمان

كتبت : د.هيام الإبس
أعرب مجلس الأمن الدولى عن قلقه البالغ جراء تصاعد العنف فى السودان، بما فى ذلك فى مدينة الفاشر وما حولها، وحث المجلس كافة الدول على “الامتناع عن التدخل الخارجى الذى يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، ودعم الجهود المبذولة من أجل تحقيق سلام دائم”.
وبحسب منصة “أخبار الأمم المتحدة”، أدان أعضاء مجلس الأمن فى بيان، الهجمات المستمرة والمكثفة على عاصمة شمال دارفور فى الأيام الأخيرة من قبل قوات الدعم السريع، بجانب التقارير عن هجوم على مستشفى الولادة التعليمى السعودى بالفاشر، والذى أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصاً وإصابة العشرات، بينهم مرضى ومرافقون.
وجدد أعضاء المجلس مطالبتهم لقوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر وفقاً للقرار 2736، داعين إياها إلى وقف القتال بشكل فورى وتهدئة الأوضاع فى المدينة وما حولها.
فى السياق ذاته، دعا مجلس الأمن كلاً من الجيش وقوات الدعم السريع إلى ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وفقاً للقانون الإنسانى الدولى وقانون حقوق الإنسان، كما أعرب أعضاء المجلس عن قلقهم البالغ إزاء وضع المدنيين فى الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين المتاخم، حيث “نزح السكان عدة مرات ويواجهون بالفعل أزمة إنسانية خانقة”.
ودعا المجلس الجيش والدعم السريع إلى السعى نحو وقف فورى للأعمال العدائية، وإيجاد حل مستدام للصراع من خلال الحوار. وأكد على ضرورة الامتثال لتدابير حظر الأسلحة المنصوص عليها فى القرار 1556 والمكررة فى القرار 2750.
من جهة أخرى ، أعلنت قوات الدعم السريع، أنها لم تستهدف أية مواقع مأهولة بالسكان فى أم درمان، ونفت صلتها بعمليات قصف طالت سوق صابرين، فيما أكدت أن جميع المقذوفات المدفعية على منطقة الثورات تنطلق من منصات عسكرية للجيش ومليشياته “بهدف التغطية على جرائمهم”.
وأدى قصف عنيف على سوق منطقة صابرين بمحلية كررى فى أم درمان غرب العاصمة السودانية الخرطوم اليوم السبت، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتم توجيه الاتهام لقوات الدعم السريع.
وأكد الناطق الرسمى باسم قوات الدعم السريع في بيان، عدم وجود أى صلة لقواتهم بعمليات القصف العشوائى التى تستهدف المواطنين فى أم درمان.
وقال إن عمليات استهداف المدنيين تأتى ضمن مخطط لمليشيات البرهان وفلول النظام القديم خاصة كتائب البراء للتغطية على الفظائع التى ارتكبتها فى أم روابة وشمال بحرى وقبلها فى ود مدنى والسوكى والدندر- حسب قوله.
ووجه الناطق الرسمى نداءً للجهات الحقوقية والمنظمات الإنسانية للاضطلاع بدورها فى حماية المدنيين من الفظائع التى ترتكب بشكل ممنهج فى عدد من المناطق “بأوامر مباشرة من المجرم البرهان”- حد وصفه.
وكان شهود عيان وصفوا القصف على سوق صابرين اليوم، بأنه الأعنف، حيث تمزقت بعض الجثث إلى أشلاء، فيما امتلأت مستشفيات (النو) و(سواعد) بالمصابين، وقُدرت أعداد الإصابات بأكثر من 110 حالة، إلى جانب عدد غير محصور من القتلى.
ومنذ اندلاع الحرب فى السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع فى أبريل 2023، تحولت العديد من المناطق السكنية والأسواق فى الخرطوم وأم درمان إلى ساحة معارك، حيث تعرضت أحياء بأكملها للقصف والاشتباكات.
وتشهد أم درمان، خاصة محلية كررى ، تصعيداً مستمراً للقصف، ما أدى لزيادة عدد الضحايا.
ويعد “صابرين” من أهم الأسواق بالمنطقة، مما يجعل استهدافه مفاقماً لمعاناة المدنيين الذين يعتمدون عليه فى تأمين احتياجاتهم اليومية.
وتحاصر قوات الدعم السريع اتهامات بتكرار قصف المناطق المدنية فى أم درمان، وإسقاط مئات الضحايا منذ بداية الحرب.
وعلى الصعيد الميدانى، شهدت مناطق شرق ولاية الجزيرة عمليات عسكرية واسعة نفذتها القوات المسلحة السودانية بالتعاون مع قوات درع السودان وفصائل أخرى، فى إطار مساعٍ لتحرير ما تبقى من الولاية من سيطرة قوات الدعم السريع.
وبدأت هذه العمليات، التى اتسمت بالسرية والتكتم الإعلامى، بتحركات عسكرية ميدانية منذ يومين، فيما تصاعدت حدة المواجهات يوم أمس، الجمعة، خاصة حول مدينة رفاعة الاستراتيجية.
وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات الدعم السريع كانت قد انسحبت جزئياً فى وقت سابق من منطقة تمبول، ما جعل تركيز المواجهات ينصب على مدينة رفاعة، حيث تدور معارك عنيفة بسبب الأهمية الاستراتيجية للمدينة، إذ يتيح تأمينها للقوات التقدم نحو الحصاحيصا، ومن ثم الانفتاح على الكاملين والخرطوم، ومع استمرار وجود عدد كبير من المدنيين داخل المدينة، تسعى القوات المسلحة إلى تنفيذ عملياتها بحذر وفق خطة محكمة، وفق ما أعلنت منصة أم القرى المعنية برصد الأوضاع فى المنطقة.
وتمكنت القوات المسلحة خلال المواجهات من تحقيق اختراقات مهمة فى دفاعات قوات الدعم السريع، حيث استمرت الاشتباكات حتى منتصف الليل وأسفرت عن تحرير منطقة طابت الشيخ عبدالمحمود وعدد من القرى الصغيرة، وفى ظل تعزيز القوات لمواقعها اليوم السبت، تشير التوقعات إلى احتمال حدوث تطورات ميدانية كبيرة خلال الساعات المقبلة.
