بقلم/محمد الخمارى
مَنْ يظن أنَّ الحمار سيفضل شمعدان من الذهب الخالص على أعواد البرسيم الخضراء فهو أحمقٌ. قطعاً سيختار البرسيم لأن منشأ الإدراك عنده الدلالة العقلية الحمارية التى لا تعرف سوى البرسيم فكيف ننتظر منه اختيار الأثمن والاصلح من حيث إمكانية التنوع لإقامة حياته بوجه سليم .
كذلك كيف ننتظر نتائج إيجابية مذهلة من مجتمعات أغلبها جهلة يتبادلون أعقاب السجائر ( السبارس) أكثر من تبادلهم الطعام والشراب والدواء يعيشون فى خنادق فكرية مسمومة لا يعرفون إلا الفَرُّ والكَرُّ بينهم وبين الذين يخافون عليهم ، بل يرون المحبين لهم والمهتمين بشئونهم أعداء، فإذا ما قدمت لهم بنايات أدمية أو شبكة طرقات بمواصفات عالمية وحدائق غنَّاء ، فمن المؤكد سيكون هذا الكائن البهلوان أول الناقمين والساخطين والسارقين والهادمين لأن منشأ الإدراك عنده هو الدلالة الطبعية التى اعتادها وعاش عليها عقوداً طويلة من التهميش والاستحمار والاستغناء عن قدراته .
ومن المؤكد أنه إذا تكررت فلسفة التجاهل والتجهيل حينها تكون مقررة فى جميع سلوكياته وتصرفاته وأيقن أنه لا شئ وأنه عديم النفع أو أنه طرزان لا يحسن إلا لغة الحمير المخططة فى حظائر الغابات .
فعليك أن لَّا تطعمنى السمكة ولكن علمنى كيف أصطادها.