أراء وقراءات

مخاطر تباعد الأباء عن الأبناء

بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد

دوماً الأب يبحث عن لقمة العيش ، ومصدر الرزق للإنفاق على الابناء ، ولكن هل معنى ذلك ؟ أن يكون الأب بعيد عن تربية ابنائه وعن التواصل معهم وعن معرفة مهاراتهم وقدراتهم ومتطلباتهم .هل هذا مبرر كي لا أن يشارك في تربية اولاده؟ .

على  مر السنين الأب يبحث عن لقمة العيش ، وكان مستواه التعليمي قد يكون قليل بعكس حالياً قد يكون مستواه التعليمي عالي والتكنولوجيا أكثر من زمان لتسهيل عملية التواصل وبالرغم من ذلك كثير من الآباء بعيدين عن أولادهم . لا يعرفون حتى فيم يفكرون فيه .

تعالوا نتخيل أي الاسر أصعب حالاً ، هل الاسر التي فقدت عائلها برحيله عن الحياة ؟ أم الاسر التي فقدت عائلها وهو على قيد الحياة؟

في رأيي الاسر التي فقدت عائلها وهو على قيد الحياة، وخاصة الذي يعيش مع الاسرة وليس بعيد عنها . لما له من اضرار نفسية على أفراد الاسرة بالكامل. واكثر الافراد الذين يتأثرون ببعد الاب وتخليه عن مسؤليته هم الابناء ثم الزوجة لما يواجهونه الابناء من عدم استقرار نفسي من الذين حولهم ومن المجتمع عامة. ومن أكثر الابناء تاثرا ببعد الاب هم الاناث فقد يبحثون عن الحب والعطف طول العمر مما يجعلها ممكن تبحث عن الرجال كبار السن عوضاً عن الاب.

وقد يكون من أسباب تخلي الاب عن مسؤليته : انعدام الحس بالمسؤلية والشعور بالانانية ، وايضا الهروب من قيود المسؤلية ، وعلى الامهات تعويض ابنائهم عن الأب الغائب عن المسؤلية .

فأيها الاباء لا ننسى قول الله تعالى” المال والبنون زينة الحياة الدنيا” سورة الكهف (46)

ولا ننسى قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في توصيته لنا على الابناء يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « كلكم راعٍ وكلكم مسؤل عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسؤل عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤل عن رعيته » [متفق عليه[
ويقول ابن القيم رحمه الله: ( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدَى، فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسُننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً(.

وعلى الاباء البعيدين عن ابنائهم اتقوا الله في أولادكم فأنتم مسؤولون عن رعيتكم فهم شباب وفتيات الغد وحتى قبل أن يختفي بريق الذهب .

31 من يناير 2021م

مخاطر تباعد الأباء عن الأبناء 2
بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد
موجهة بالتربية والتعليم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.