مذابح اسرائيل في مصر وغزة ..(1) من مذبحة مدرسة بحر البقر بمصر إلى مذابح مدارس الأنروا بغزة 

بقلم / الدكتور محمد النجار 

لا ..ولن ننسى التاريخ ..ولا نستغرب جرائم ومذابح ووحشية اسرائيل في قتل أطفال المدارس ، فهذه هي المنهجية الإجرامية الوحشية الحيوانية الاسرائيلية في التعامل مع غير الإسرائيليين .

  الإستكبار الإسرائيلي 

شعرت اسرائيل بالزهو بعد انتصارها على جيوش العرب جميعا في حرب 5 يونيو 1967م ، وتعاملت بصلف واستكبار واستهزاء بالعرب ، حيث كانت الهزيمة مدوية وغير متوقعة  للجيوش العربية ، وأصبحت اسرائيل تردد بأنها الأقوى في المنطقة ، وأن جيش اسرائيل يَقْهر ولا يُقهر.

      إستفاقة الشعب المصري

ذاق الشعب المصري  مرارة هزيمة (5 يونيو 1967م) وشعر  بالانكسار نتيجة تلك المذبحة التي حدثت للجيش المصري الكبير،وفقدانه غزة  التي كانت تتبع مصر وفقدانه كذلك  سيناء المقدسة. بل وفقد العرب والمسلمون المسجد الأقصى ووصول الجيش الصهيوني المجرم الى قناة السويس واحتل الجولان والضفة الغربية بما فيها من مقدسات اسلامية ومسيحية.

الا أن  الشعب المصري استفاق سريعا من تلك الهزيمة المدوية ، ورفض المصريون الهزيمة وضياع المقدسات ، وبدأ  نهوض  المصريين بجيشهم ، واشتد عزمهم   للثأر من هذا العدو الغادر المجرم .

    حرب الإستنزاف

وبدأت حرب الإستنزاف التي امتدت على طول قناة السويس مما أرهق جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي لم يتوقع نهوض الشعب المصري بعد هزيمته في يونيو1967.

وبدلا من مواجهة شباب الجنود المصريين على طول الجبهة ، امتدت مقاتلاته المجرمة الى الشعب المصري بأطفاله ونساءه .

  المقاتلات الإسرائيلية تقصف المدارس المدارس المصرية

وفي الصباح الباكر ليوم الأربعاء المشئوم 8 ابريل 1970 ((8-4-1970م) ، وبينما كان تلاميذ وطلاب المدارس في صفوفهم في كافة مدارس مصر ، إلا  واستيقظ المصريون على دوي الإنفجارات الضخمة التي هزت  محافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) ، وهرب جموع المصريين تجاه الانفجارات.

 مقاتلات الفانتوم الأمريكية تقصف مدرسة بحر البقر

وانفطر قلب المصريين آباء وأمهات على أطفالهم في المدارس عندما شاهدوا الطائرات الفانتوم الأمريكية  تقصف  مدرسة بحر البقر الابتدائية ، وتدمير تلك المدرسة على رؤوس الاطفال الصغار ، وأصبح جميع الأطفال في لحظة واحدة قتلى وجرحى تحت حجارة المدرسة التي تم تدميرها بالكامل.

ونتج عن تدمير تلك المدرسة سقوط اكثير من (((80))) طفلا مصريا بين قتيل وجريح .

وأصبحت مدرسة بحر البقر رمزًا للكارثة الإنسانية المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي.

           اسرائيل تقصف مدارس المصريين لإجبارهم على قبول السلام بمبادرة روجرز

جاء قصف المدارس والاهداف المصرية بهدف الضغط على مصر لإيقاف حرب الاستنزاف التي كبدت جنود الصهانية على قناة السويس  مئات القتلى والجرحى وشعور اسرائيل باستيقاظ المارد المصري من جديد.

شعرت أمريكا ببدايات الخطر المصري على اسرائيل في حرب الاستنزاف -“التي نتحدث عنه في مقال قادم بإذن الله” – فلم يكن من الولايات المتحدة الأمريكية إلا محاولات السلام بين مصر واسرائيل حرصا على اسرائيل من نهوض هذا المارد المصري الذي يمثل الخطر الوحيد على اسرائيل في المنطقة العربية .

     مبادرة روجرز الامريكية

وكانت هناك محاولات للسلام بين مصر واسرائيل خاصة مبادرة روجرز وزير الخارجية الامريكية للسلام إلا أن اسرائيل لا تسعى للسلام الحقيقي ، وانما تسعى لإرضاخ مصر والعالم العربي والاسلامي بالقوة المسلحة ،وبجيشها الذي اصبحوا يرددون عنه  أنه الجيش الذي يَقهر ولا يُقهر نتيجة انتصارهم السهل في يونيو1967م.

 نفس السيناريو: تدمير مدارس الأونروا على رؤوس أطفال غزة

وانطلاقاً من الإجرام الاسرائيلي في تدمير المدارس والمنشآت المدنية المصرية من اسرائيل المجرمة التي لا تعرف ديناً أو أخلاقاً ، وإنما الحيوانية التي تسير في عروق هؤلاء الصهاينة ، إلى  الهجوم الإجرامي على كل أهالي غزة “نساء وأطفال وكبار سن” ، يتم تفجير البيوت على رؤوس هؤلاء  المدنيين ، الذين هَجروا بيوتَهم نتيجة القصف الاسرائيلي للبيوت ، ورحلوا إلى أماكن اعتقدوا أنها آمنة ، وكان من هذه الأماكن المُفترض أنها آمنة “مدارس الأونروا” التابعة للأمم المتحدة ،واتخذوها مكانا آمنا لأطفالهم من القصف الاسرائيلي ، خاصة وأن الجيش الاسرائيلي طلب منهم النزوح الى هذه الأماكن التي تحمل أعلاما وإشارات فوق مبانيها أنها تتبع الأمم المتحدة.

 9 أشهر وبيوت مدمرة وقصف النازحين في مدارس الأنروا

منذ تسعة أشهر ، ولازالت الطائرات الاسرائيلية تقصف بيوت غزة على رؤوس أصحابها ، مما اضطر الأهالي الى الفرار إلى أماكن  ظنوا أنها آمنة. وكانت مدارس وكالة الأنروا التابعة للأمم المتحدة هي الملجأ  للنازحين لطبيعتها أنها مدرسة مكشوفة ومراقبة من الأمم المتحدة ولن  تأوي سوى الطلاب ، واصبحت تأوي النازحين خوفا من القصف الاسرائيلي المجرم .

وكانت المفاجآت المُذهلة  عندما أغارت طائرات اسرائيل إف16 بصواريخها الأمريكية  وقصفت تلك المدارس ، فقتلت عن عمد  وأصابت الألاف  عمداً في تلك المدارس.

وآخر تلك الهجمات للطائرات الاسرائيلية كانت يوم السبت 6 يوليو2024م على  مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا لإيواء النازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة التي تؤوي قرابة ((2000)) نازح، ونتج عن القصف  مقتل أكثر من ((16))فلسطينيا ، وإصابة اكثر من((50)) ، وهذه كانت الحصيلة المبدئية لهذه القصف.

       إدانة الأنروا للإبادة الاسرائيلية في قصفها للمدرسة

وحسب تصريحات ((فيليب لازاريني))الواردة في (السي إن إن) أدان  بشدة المفوض العام للأونروا الهجوم الإرهابي الاسرائيلي على المدرسة ، ونفى الإدعاءات الاسرائيلية بوجود عناصر للمقاومة في المدرسة.

هذه تذكرة للشعوب والحكام العرب والمسلمين

هذا هو تاريخ اسرائيل الإجرامي منذ بعثة الأنبياء وقتلهم  على أيدي هؤلاء اليهود الصهاينة المجرمين الإرهابيين.وقد شردهم الله في كل الأرض حتى لاتقوم لهم قائمة تفسد البشرية أجمع.

  حتمية المواجهة العربية الإسرائيلية القادمة

هذا.. وأعتقد أن المواجهة العربية الاسرائيلية قادمة لا محالة،  وخاصة أن الحلم الإسرائيلي المتوهم الذي لم تتنازل عنه اليهود الصهاينة “بدولة تمتد من النيل إلى الفرات”.  وسيظل هذا الحلم  يراودهم حتى يأتي الله تعالى بأمره ويتم القضاء على ما يسمى بإسرائيل، “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”..

حفظ الله مصر والدول العربية والمسلمة ، وزوال اسرئيل حتمي لا محالة بإذن الله..

صبرا أل غزة فإن النصربإذن الله قريب

((( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)))القصص5-6

((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ))آل عمران126

(((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..)))

د.محمد النجار 15-07-2024م  الاثنين (09)محرم1446هـ (طوفان الاقصى282)