أراء وقراءات

مذكرات لص.

بقلم الدكتور / محمد النجار


قال أحد اللصوص : كنت في الصف الرابع الابتدائي وذات يوم رجعت من المدرسة وقد ضاع قلمي الرصاص ، وعندما علمت أمي بالخبر ضربتني بانتقام وشتمتني بأبشع الشتائم ووصفتتى بالعبط وعدم تحمل المسؤولية وغيرها ونتيجة لقسوة أمي الزائدة عن الحد قررت ألا أعود لأمي فارغ اليدين ، فقد قررت ان اسرق اقلام زملائي ، وفى اليوم التالي نفذت الخطة ولم اكتفِ بسرقة قلم او قلمين بل سرقت جميع زملائي في الفصل .
في بادئ الامر كنت اسرق خائفا ، وشيئا فشيئا تشجعت ولم يعد للخوف في قلبي مكان.
ولم تعد سرقة الفصل فقط تكفي طموحي !!
وبعد شهر كامل لم يعد للأمر تلك اللذة الأولى…!!
فقررت ان انطلق نحو الفصول المجاورة ، ومن فصل الى اخر حتى انتهيت من سرقة كل الفصول..!!
و انتهى بي المطاف إلى سرقة حجرة مدير المدرسة ..
وذلك العام كان عام التدريب الميداني انتقلت فيه من شخصية نظيفة اليد والقلب الى يد قوية تخطف مافي ايدي الاخرين ، وتعلمت فيه السرقة نظريا.. ثم عمليا ،وانتقلت من مرحلة الخوف الى مرحلة الجرآة الكاملة ..
ثم انطلقت بعد ذلك وصرت محترفا … وهذا بفضل أمي …
هكذا كانت الأم .. المُربية وصاحبة توجيه الابن الى الطريق .. طريق الانحراف والانجراف الى الشر ومد اليد واكل الحرام معتقدة ان تلك هي القوة وذلك هو الرزق وتلك هي الحياة .. لقد اختارت النار والشقاء لابنها بل ودلته وشجعته على الطريق غير المستقيم .. فماذا تنتظر تلك الام في الدنيا والاخرة ؟؟
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء ))
ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم.
وهكذا فإن مسئولية الوالدين جسيمة ومؤدية الى استقامة الابناء أو انحرافهم .. وبالتالي مؤدية الى الجنة والنعيم او النار والجحيم ..
بعض الناس يهتمون بتربية ابنائهم والعناية بطعامهم وملبسهم ومسكنهم ، فهذ تغذية اجسامهم التي تفنى عند الموت دون العناية بأرواحهم التي تنتقل الى السماء في عليين.. فأيهما من يحب ابناءه حبا حقيقيا ؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.