مجاعة تضرب غزة رسميًا: تحذيرات أممية وضغط دولي متصاعد على إسرائيل

✍️كتب – حمدي محروس 

أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها دخلت رسميًا في حالة مجاعة، محذرًا من اتساع نطاق الكارثة خلال الأسابيع المقبلة.
وأكد المرصد أن نحو 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان القطاع، يعانون من المجاعة، متوقعًا ارتفاع العدد إلى 641 ألفًا بحلول نهاية سبتمبر المقبل.

الأوضاع الكارثية في الشمال

أوضح التقرير أن نحو 280 ألفًا يعيشون في المناطق الشمالية، خصوصًا محافظة غزة، التي دخلت رسميًا في حالة المجاعة، فيما لم يتمكن المرصد من إصدار تقييم دقيق لمحافظة شمال غزة بسبب صعوبة الحصول على البيانات.

أول مجاعة تُرصد خارج أفريقيا

يُعد هذا الإعلان الأول من نوعه خارج القارة الأفريقية، بعد أن سبق للمرصد تسجيل مجاعات في الصومال وجنوب السودان والسودان. كما توقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح وسط القطاع وخان يونس جنوبًا في نهاية سبتمبر.

الأمم المتحدة: كارثة من صنع الإنسان

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن ما يجري في غزة هو:

“كارثة من صنع الإنسان، ووصمة أخلاقية، وإخفاق للإنسانية نفسها”.
وطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، والسماح بدخول المساعدات دون عوائق.

في السياق نفسه، اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن الوفيات الناجمة عن الجوع قد تمثل جريمة حرب، مؤكدًا أن استخدام الغذاء كسلاح محظور بموجب القانون الدولي.

إسرائيل ترفض التقرير وتصفه بالتحيز

رفضت إسرائيل تقرير المرصد، واعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “كذبة صريحة”، مشددًا على أن إسرائيل سمحت منذ بداية الحرب بدخول مليوني طن من المساعدات إلى غزة، أي ما يزيد على طن لكل فرد، بحسب قوله.
كما اعتبرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية أن التقرير “متحيز ويخدم دعاية حماس”.

ردود فعل دولية غاضبة

أثار التقرير صدى واسعًا عالميًا، إذ وصفته بريطانيا بأنه “مروع للغاية” وطالبت إسرائيل بالسماح الفوري بدخول الغذاء والدواء والوقود.
من جهته، حمّل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إسرائيل مسؤولية الكارثة الإنسانية، معتبرًا أنها “فضيحة أخلاقية”.
كما أعربت كندا وأستراليا ودول أوروبية عدة عن قلقها من “الوضع غير المسبوق” في القطاع.

تآكل الدعم الشعبي في الولايات المتحدة

أظهر استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس أن 65% من الأمريكيين يطالبون بلادهم بمساعدة الجائعين في غزة، وهو ما يشير إلى تراجع الدعم الشعبي للسياسة الإسرائيلية.
وجاء ذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قال فيها إن “الكثيرين في غزة يتضورون جوعًا”، في تناقض واضح مع تصريحات نتنياهو.