الكتلة العظمية
يتصور البعض أن العظام كتلة جامدة مثل الصخور، لكن الحقيقة أن العظام تعتبر من الأنسجة الحية مثل جميع الأنسجة الأخرى داخل الجسم كالقلب والمخ والجلد…. ولكنها تتميز عنها بأنها أكثر صلابة.
والكتلة العظمية للإنسان تتكون منذ الطفولة وتزيد مع النمو حتى تصل إلى أقصاها في سن 20 – 30 سنة ثم تبدأ في التناقص التدريجي بعد سن الأربعين بحوالي 1% سنويا ثم يزداد معدل التناقص بسرعة بعد سن الخمسين.
وعلى عكس المعتقد فالعظام أيضا يحدث فيها عملية إحلال وتبديل للكتلة العظمية باستمرار حتى يحافظ الجسم على عظامه قوية وسليمة حيث يستبدل الأنسجة العظمية القديمة بأخرى جديدة وقوية وهذه العملية (الهدم – البناء) فى حالة اتزان مستمر.
مرض هشاشة العظام( Osteoporosis ) :
يتميز مرض هشاشة العظام، كما يدل إسمه، بانخفاض في كثافة العظم يؤدى إلي عظام ضعيفة هشة سهلة الكسر. لقد تبين أن هشاشة العظام مسئول سنويا عن ملايين الكسور عند النساء في العالم، مثل كسور المعصم والورك التي تعد من أكثر الكسور شيوعا.
هشاشة العظام هو مرض يصيب العظام فيؤدى إلى انخفاض كميات الألياف العظمية عن معدلها الطبيعي من ناحية الكثافة وتباعد المسافات بين الألياف العظمية وزيادة مساميتها مع انخفاض الكالسيوم في العظام.
يحدث هذا المرض عندما يكون هناك خلل في الاتزان الموجود بين عمليتي الهدم والبناء الحادث في الكتلة العظمية حيث يزيد معدل الهدم عن معدل البناء.
وبذلك تكون العظام ضعيفة، ومن ثم تزيد نسبة تعرضها للكسور.
أعراض هشاشة العظام:
1- يظل هذا المرض في المرحلة الأولى بدون أعراض لذلك يسمى اللص الصامت.
2- حدوث آلام متكررة ومتفرقة في الظهر.
3- حدوث آلام متكررة ومتفرقة في عظام الجسم المختلفة مما يحد من الكثير من نشاط هؤلاء المرضى.
4- حدوث انحناء في العمود الفقري ينتج عنه نقص تدريجي في طول قامة المريض وتحدب في الظهر.
5- حدوث كسور في العمود الفقري أو عظمة الفخذ أو الرسغ.
المضاعفات المحتملة الكتلة العظمية
– الكسور هي أكثر المضاعفات حدوثا وأكثرها خطورة.
– الفقرات: أكثر الأماكن تعرضا للكسور وتحدث دون التعرض للسقوط حيث تتعرض هذه الفقرات للضعف ومن ثم تتعرض للانضغاط وهذا يؤدى إلى فقدان الطول وانحناء الظهر.
– عظمة عنق الفخذ: ثاني أكثر الأماكن تعرضا للكسر وتحدث نتيجة الوقوع أو السقوط على الأرض.
– يجب أن نتذكر أن مرض هشاشة العظام عادة لا يسبب ألم في مراحله المبكرة وبالتالي فإن أناس عديدين لا يعرفون أنهم مصابون به حتى تنكسر إحدى عظامهم.
– والاختبار الأكثر صدقا والأكثر شيوعا لهذا الغرض يسمى مقياس كثافة العظام ، وهو عبارة عن نوع خاص من الأشعة السينية لقياس كثافة العظام . وهي عملية خالية من الألم تماما وتتطلب منك الاستلقاء على ظهرك على سطح يشبه سرير الأشعة السينية لمدة خمس إلى عشر دقائق حتى يتسنى للآلة أن تقوم بالتصوير المسحي لجسمك.
العوامل التي تؤثر في هدم وبناء الكتلة العظمية:
1- عوامل وراثية: الجنس الأسود أقل عرضة عن الجنس القوقازى وذلك نظرا لكبر كتلة العظام والعضلات. السيدات في شمال أوربا والدول الشرقية أكثر عرضة وخصوصا في سن 25 عام حيث يتأثر تكوين العظام بالوراثة دون النظر للمأخوذ من المواد الغذائية.
2- عوامل هرمونية وجنسية: الاستروجين مثبط لفعل الباراثيرويد الذي يساعد على تآكل العظام.
– زيادة نشاط الغدة الدرقية – زيادة نشاط الغدة الجار درقية – زيادة البرولاكتين فى الدم.
3- عوامل متعلقة بالنشاط الجسماني: البدناء معرضين للمرض أكثر، وأحدث الأبحاث تؤكد على أن زيادة المأخوذ من الكالسيوم يؤدى إلى نقص الوزن.
4- عوامل مرضية: الأمراض الخبيثة – الورم النخاعي – اللوكيميا – الليمفوما – السمنة – أمراض الجهاز الهضمي والكبد المزمن والكلى المزمن – (كوشنج).
5- التدخين: الأبحاث أثبتت ان الكتلة العظمية أقل في المدخنين عن الغير مدخنين ومن الأسباب.
– انخفاض وزن المدخنين وبالتالي كتلة عظامهم.
– التأثير التثبيطى المباشر للتبغ على خلايا الاوستيوبلاست.
– بلوغ سن اليأس سريعا في السيدات المدخنات.
نسبة الإصابة في السيدات 80%.
نسبة الإصابة في الرجال 20%.
6- شرب الكحوليات بصورة مفرطة : نتيجة التأثير للكحول المباشر على وظيفة الاستوبلاست.
– أثبتت الأبحاث أن الكتلة العظمية تقل في الرجال الذين يتعاطوا الخمر وقد يكون ذلك نتيجة سوء التغذية وخلل وظيفة الكبد.
7- الأدوية: بعض أنواع من مدرات البول.
– مضادات الحموضة التي تحتوى على الألومونيوم.
– مضادات التجلط مثل الهيبارين – مضادات التشنج.
– الاستخدام الطويل المدى للكورتيزون.
8- العوامل غذائية:
– الكالسيوم: تشير كثير من الدراسات إلى أن زيادة المأخوذ من الكالسيوم خلال فترة النمو وبدء فترة البلوغ ينتج عنه ارتفاع في كثافة العظام ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أنه كلما زاد المأخوذ من الألبان ومنتجاتها عند الأطفال والمراهقين من الإناث أدى إلى زيادة كثافة العظام وعدم وجود مشاكل في سن ما بعد انقطاع الدورة كما دلت الأبحاث إلى أن الاحتياجات من الكالسيوم تكون واضحة في الهيكل الطرفي في حين التأثيرات على عظام العمود الفقري تبدو عابرة وغير واضحة.
وتشير الأبحاث إلى أن التدعيم بالكالسيوم في حالة النساء الأكبر سنا أكثر استجابة من النساء بعد فترة انقطاع الدورة الشهرية مباشرة ودلت الأبحاث أيضا إلى أن قلة المأخوذ من الكالسيوم بشكل معتاد يكون مصحوبا بارتفاع مستويات هرمون الغدة الجار درقية في المصل وبالتالي يؤثر على صحة العظام.
– فيتامين (د): يسهل امتصاص الكالسيوم: كفاية المأخوذ من فيتامين د يؤدى إلى زيادة كفاءة الاستفادة من الكالسيوم المأخوذ عن طريق الطعام حيث انه يسهل امتصاص الكالسيوم وحالة فيتامين د للفرد تتوقف على:
– المأخوذ عن طريق الطعام.
– التعرض لأشعة الشمس لتكوين الفيتامين بصورته النشطة تحت الجلد.
– المسنين غالبا لا يحصلون على كفايتهم من فيتامين د عن طريق الطعام ولا يتعرضون بشكل كافي لأشعة الشمس. لذا لا بد من الاهتمام بتدعيم أغذية هؤلاء الفئة بالفيتامين الذي يسهل امتصاص الكالسيوم ويحسن من ميزان الكالسيوم في الجسم مما يمنع تآكل العظام أو هدمه.
– الدراسات أثبتت أن زيادة الفسفور في الطعام مع نقص تناول الكالسيوم يؤدى إلى زيادة Parathyroid هرمون في البلازما وبالتالي تؤثر على مدى الاستفادة من الكالسيوم وعلى صحة العظام ويوصى بأن تكون نسبة الكالسيوم / الفسفور من1: 1 إلى 1: 2.
– فيتامين ك: ضروري لتحويل مادة أوستيوى كالسين Osteo calcin إلى صورتها النشطة وهذه المادة تنتج بواسطة الاوستيوبلاست (الخلايا البناءة للعظام) وتقوم بإنتاج نوعين من البروتينات من أهم وظائفهم تنظيم وظيفة الكالسيوم في بناء العظم وترسيب الأملاح وعملية Resorption (اعادة البناء).
– فيتامين ج: من المواد اللازمة لتكوين الكولاجين، البروتين الأكثر غزارة في العظم وهو ضروري في عملية ترسيب الأملاح وخصوصا الكالسيوم وغالبا يعانى المسنين من نقص في مستوى فيتامين (ج) في الدم وبالتالي يكونوا معرضين للهشاشة .
– البروتين: في حالة النقص يؤثر على الكثافة المعدنية للعظام. أما في حالة الزيادة يكون مصحوبا بزيادة إخراج الكالسيوم في البول وبالتالي يؤدى إلى انخفاض الكثافة المعدنية للعظم لذا يجب الحصول على الـ RDA .
– الألياف: تؤثر الألياف على امتصاص الكالسيوم حيث تجعله غير متاح للامتصاص فيؤدى إلى ميزان كالسيومى سالب (مثل الأكسالات في السبانخ- الفيتات في الردة) وقدرت الزيادة بحوالي 150 ملجم/ يوميا لمجابهة 26 جم من الألياف حيث أنها تعوق امتصاص الكالسيوم.
– الصوديوم: إن إعادة امتصاص الكالسيوم خلال الكلية تتم بالتوازي مع امتصاص الصوديوم وبالتالي فان زيادة إخراج الصوديوم في البول يكون مصحوبا بزيادة في إخراج الكالسيوم في البول – لذلك وجد بالأبحاث أن زيادة تناول الصوديوم قد يؤثر على اتزان الكالسيوم في الجسم وعلى الكتلة العظمة.
– الماغنسيوم: 50% من إجمالي ماغنسيوم الجسم موجود في الهيكل العظمى ونقص الماغنسيوم نادر ولكن يكون مصاحب لأمراض مثل سوء الهضم أو تناول عقاقير ويوجد ارتباط وثيق بين اتزان الماغنسيوم والكالسيوم في الجسم.
– الفلوريد: محفز قوى لتكوين أو سيتوبلاست ويزيد من كتلة العظم للعمود الفقري وأشارت الأبحاث إلى أن انتشار هشاشة العظام يكون أقل في المناطق التي ترتفع نسبة الفلوريد في مياه الشرب – لكن الزيادة عن الطبيعي غير مستحبة حيث تؤدى إلى تغيير غير طبيعي في تركيب العظم ويزيد من احتمال تعرضه للكسر لذلك يجب أخذه بحذر شديد.
– الكافيين: يزيد الكافيين من إفراز الكالسيوم في البول (زيادة الإخراج في البول) ولكن من المعروف أن التناول المثالي من الكالسيوم قد يقي من الآثار الضارة للكافيين على العظم.
نسب الكافيين في بعض المشروبات
أسم المشروب | نوعه | حجم الوحدة | كمية الكافيين (ملجم) |
القهوة | محمص | 150 مللي | 85 |
بن خام اخضر قبل المعاملة | 150 مللي | 60 | |
بن منزوع الكافيين | 150 مللي | 3 | |
الشاي | ناعم – خشن – فتلة | 150 مللي | 30 |
قبل المعاملة | 160 مللي | 20 | |
المياه الغازية المحتوية علي الكافيين | 360 مللي زجاجة أو علبة صفيح | 36 | |
الكاكاو | 150 مللي | 4 | |
الشيكولاته باللبن | 180 مللي | 4 |
– مجموعة فيتامين ب وعلاقتها بالهشاشة: أثبتت الأبحاث أن الهوموسيستين لا يؤثر على كثافة النسيج العظمى، وبالتالي قوة العظام. ولكنه ربما يؤثر سلبيا على بروتين الكولاجين، وهو أحد المكونات الرئيسية لكل من العظام والأربطة الجلدية وغيره من الأنسجة الضامة في الجسم.
كما وجد الباحثون أن الهوموسيستين يعطل الآلية التي يحدث بها تضافر ألياف الكولاجين معا ، وهى الألياف التي تشد النسيج العظمى . ولحسن الحظ لا يحتاج الشخص لتقليل حمض الهمموسيستين في الدم إلى أكثر من تناول فيتامينات ب1، ب6، ب12، وحمض الفوليك وهى كلها متوفرة في الخضروات والفاكهة الطازجة.
طرق الوقاية مرض هشاشة العظام:
1- تناول طعام غنى بالكالسيوم وفيتامين د حيث تحتاج السيدة بعد انقطاع الدورة الشهرية يوميا إلى:
1500ملجم كالسيوم.
400 وحدة دولية من فيتامين د.
من الأفضل تأمين عنصر الكالسيوم من الغذاء أولا. أن الألبان ومشتقاتها من أغنى مصادر الكالسيوم، ويمكن أن تختار أو الأنواع القلية الدسم ، إذ لا يختلف كثيرا نسبة الكالسيوم فيهم عن الأصناف الكاملة الدسم. أما اذا كنت نباتى فيجب الاكثار من الخضر الخضراء، الحبوب والبقول لتأمين الكالسيوم ، لكن يصعب علي جسم الانسان امتصاص الكالسيوم بشكل كاف من المصادر النباتية، علي عكس المصادر الحيوانية.
أما الأشخاص الذين يكرهون الحليب أو يصعب عليهم هضمه، فمن الممكن أن نستبدل كوب الحليب بكوب من اللبن الزبادي، كما انه من السهل إدخال اللبن ضمن أطباقهم اليومية (كالكوسة والمكرونة والفتة والبيتزا ……..الخ).
2- التعرض لأشعة الشمس لأنها تساعد على تكوين فيتامين (د) داخل الجسم.
3- ممارسة الرياضة الخفيفة لمدة 30 دقيقة 3 مرات أسبوعيا على الأقل.
4- التوقف عن التدخين وتناول المواد الكحولية.
5- إذا كنت بحاجة لجرعة إضافية تذكر ما يلي:
– لا تتناول كثر من 600 مليجرام في الجرعة الواحدة لان الجسم يمتص كميات صغيرة ويتخلص من الفائض.
– الأفضل اختيار جرعة الكالسيوم التي تحتوى أيضا علي فيتامين (د) فهذا الفيتامين يزيد من امتصاص الكالسيوم في الجسم
الاحتياجات اليومية من الكالسيوم:
من صفر إلي 6 شهور | 200 | ملجم يوميا |
من 6 شهور إلى سنة | 300 | ملجم يوميا |
من سنة إلي 3 سنوات | 500 | ملجم يوميا |
من 4 – 8 سنوات | 800 | ملجم يوميا |
من 9 – 18 سنة | 1300 | ملجم يوميا |
الرجال فوق 30 عام | 1000 | ملجم يوميا |
الرجال فوق 50 عام | 1200 | ملجم يوميا |
النساء من 20 – 40 عام. | 1000 | ملجم يوميا |
النساء فوق 40 عام. | 1500 | ملجم يوميا |
النساء أثناء الحمل والرضاعة. | 1000 – 1200 | ملجم يوميا |
الاحتياجات اليومية من فيتامين (د):
الرجال فوق 30 عام | 5 | ميكروجرام يوميا |
الرجال فوق 50 عام | 10 | ميكروجرام يوميا |
النساء من 20 – 40 عام. | 5 | ميكروجرام يوميا |
النساء فوق 50 عام. | 10 | ميكروجرام يوميا |
النساء فوق 70 عام. | 15 | ميكروجرام يوميا |
النساء أثناء الحمل والرضاعة. | 5 | ميكروجرام يوميا |