مسؤولون أمريكيون يقرون بفشل جهود إدارة بايدن لحل أزمة السودان

كتبت: د.هيام الإبس
يرى مسؤولون أمريكيون أن جهود إدارة جو بايدن المنتهية ولايته لحل أزمة السودان محدودة وأن الرئيس المنتخب ترامب قد يكون أقل اهتماماً.
وشهد الكونجرس الأمريكى، بشقيه النواب والشيوخ، موجة من النشاط التشريعى فى الوقت الذى تحاول فيه إدارة جو بايدن القيام بجهد دبلوماسى أخير لاستئناف محادثات السلام المتوقفة حول الحرب الأهلية المستمرة فى السودان.
من جانب آخر، وعلى هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع فى إيطاليا خلال اليومين الماضيين، عقد اجتماع رباعى ضم وزراء خارجية كل من مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، بحثوا فيه سبل تحقيق الاستقرار فى السودان من خلال التركيز على هدفى التوصل لوقف لإطلاق النار وتعزيز دخول المساعدات الإنسانية.
كما سبق أن زار المبعوث الأمريكى توم بيرييلو السودان فى 18 نوفمبر الحالى لإجراء محادثات مع قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، حول “خارطة طريق لكيفية وقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية”.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، فى بيان لها، إن المبعوث الخاص انخرط فى حوار صريح مع المسؤولين السودانيين بشأن الحاجة إلى وقف القتال، وتمكين وصول إمدادات الإغاثة الطارئة دون عوائق وخلال فترات توقف القتال، والالتزام بحكومة مدنية، كما أعرب عن تقديره للتوسع فى وصول المساعدات الإنسانية مؤخراً للمزيد من المناطق التى تعانى من ظروف المجاعة.
وتشير التقديرات إلى أن حوالى 10 ملايين سودانى أجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرب، بينهم مليونا شخص أصبحوا لاجئين، وأكثر من 25 مليوناً يعانون من الجوع الشديد، وفقاً لتقارير المنظمات الدولية.
تحركات الكونجرس
قدم جون جيمس، النائب الجمهورى من ولاية ميشيغان، رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب حول أفريقيا، مشروع قرار يدين “الفظائع- بما فيها تلك التى ترقى إلى الإبادة الجماعية- التى ترتكبها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها” ضد شعب المساليت والجماعات العرقية الأخرى غير العربية فى إقليم دارفور.
وسبق ذلك تقديم مجموعة من المشرعين من الحزبين فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ “قانون محاسبة السودان” الذى يتطلب من وزير الخارجية تحديد ما إذا كانت “تصرفات القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع أو القوات العسكرية والجهات المسلحة المرتبطة بها تشكل إبادة جماعية أو جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية”.
وتبنى مشروع القرار كلاً من السيناتور الديمقراطى كريس كونز من ولاية ديلاوير، والسيناتور الجمهورى من ولاية أيداهو جيم ريش.
وخلال الأسابيع والأيام الأخيرة، قدم مشرّعان تشريعاً يسعى إلى وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات، حتى تشهد الولايات المتحدة بأن أبو ظبى لا تسلح قوات الدعم السريع، لكن لم يحظ التشريع بدعم كبير.
ويتطلب القانون الأمريكى مراجعة الكونجرس لصفقات الأسلحة الرئيسية، ويسمح لأعضاء مجلس الشيوخ بالتصويت على قرارات الرفض التى من شأنها منع مثل هذه المبيعات.
فشل إدارة بايدن
وفى حديث مع الجزيرة نت، رأى كاميرون هادسون، المسؤول السابق عن ملف السودان فى إدارة الرئيس باراك أوباما والخبير حالياً بمركز السياسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أنه “ومنذ بداية الحرب فى السودان، ضغط الكونجرس الأمريكى دائماً من أجل رد دبلوماسى أقوى مما تقوم به إدارة الرئيس جو بايدن”.
ويضيف “لكن الآن، وفى هذه المرحلة، يعترف الكونجرس بفشل نهج الإدارة، وأنه لا يمكن ولا ينبغى معاملة الجانبين على أنهما مسؤولان على قدم المساواة عن الفظائع فى هذه الحرب، وأنه من أجل وحدة السودان يجب القضاء على قوات الدعم السريع فى نهاية المطاف”.
من جانبه، قال السفير ديفيد شين، مساعد وزير الخارجية الأمريكى الأسبق للشؤون الإفريقية والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن “الجهود التى يبذلها الحزبان فى مجلسى الشيوخ والنواب لتشجيع الإدارة الأمريكية على اتخاذ إجراءات أقوى لإنهاء الصراع فى السودان، وخاصة من خلال الضغط على قوات الدعم السريع، تأتى فى وقت صعب”.
ويضيف أن كلاً من إدارة الرئيس الحالى جو بايدن المنتهية ولايتها، وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة، تركزان على الانتقال السياسى بينهما، الذى ينتهى رسمياً فى 20 يناير القادم، “وللأسف تحركات ومبادرات السياسة الخارجية فى مجملها ليست أولوية عالية الآن” حسب قوله.
اهتمامات إدارة ترامب
وعن موقف إدارة دونالد ترامب تجاه السودان، وإذا ما كانت ستتبنى توجهات مختلفة عن إدارة بايدن، قال الخبير هادسون للجزيرة نت “أعتقد أنه من المرجح أن يتم إقحام الرئيس ترامب بالصراع فى السودان لأن الدول الإقليمية العربية ستجذبه، ليس لوقف القتال بين الأطراف المتحاربة بصوة مباشرة، بل للتوسط بين الدول الإقليمية التى تدعم الأطراف المتعارضة فى الصراع”.
ووضح أن مهمة ترامب ستكون العمل مع القاهرة والرياض وأبو ظبى لمساعدتهم على إيجاد نتيجة فى السودان يمكنهم الاتفاق عليها جميعا، وقال “قد لا تكون هذه هى النتيجة المفضلة للديمقراطيين فى السودان، ولكن إذا كان بإمكانهم إنهاء الحرب وخلق الظروف اللازمة لظهور حكومة مدنية جديدة، سيكون ذلك خطوة إيجابية”.
وفى حديثه للجزيرة نت، قال السفير شين “في حين حاولت إدارة بايدن جاهدة ترتيب وقف إطلاق النار وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، فإنها حققت نجاحاً ضئيلاً. ويضيف “قد تتبع إدارة ترامب سياسة أقل نشاطاً فى حالات الصراع الخارجى، وخاصة فى دول الجنوب العالمى”.