تشارك مئات يومي السبت والاحد 9 ,10 يناير 2016 في مبادرة “الابواب المفتوحة” غير المسبوقة من حيث حجمها، للدفاع عن اسلام “التفاهم” عبر تقديم “شاي الاخوة” بعد سنة من هجمات كانون الثاني/يناير 2015.
قام المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، الهيئة التي تمثل المساجد في فرنسا، بهذه المبادرة بمناسبة ذكرى ضحايا الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الاسبوعية الساخرة ومتجر يهودي.
وهي تتزامن مع احياء فرنسا السبت ذكرى احتجاز الرهائن الدامية في المتجر اليهودي حيث قتل الجهادي احمدي كوليبالي اربعة يهود في 9 كانون الثاني/يناير 2015 غداة مقتل شرطية شابة تم تكريمها ايضا.
فقد ازاح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبل الظهر في مونروج بالضاحية الباريسية الستار عن لوحة “تخليدا لذكرى كلاريسا جان فيليب” التي “قتلت في هذا المكان في 8 كانون الثاني/يناير 2015 ضحية الارهاب في اثناء تأدية واجبها”. وانشدت جوقة اطفال النشيد الوطني “المارسييز” مع الوقوف دقيقة صمت اثناء حفل صغير بدون القاء خطابات.
وينظم تجمع لتكريم ضحايا اعتداءات كانون الثاني/يناير عند الساعة 18,30 بتوقيت غرينتش امام المتجر اليهودي بالضاحية الشرقية لباريس بدعوة من المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا في حضور رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف وكذلك رئيس حزب الجمهوريين اليميني نيكولا ساركوزي اضافة الى رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية انور كبيبش.
وصرح رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية انور كبيبش لوكالة فرانس برس “تساءلنا عما يمكننا ان نفعله لتعزيز التفاهم والتلاحم الوطنيين لمناسبة احياء هذه الذكرى”.
وقال هذا المسؤول “بدلا من التركيز على الافعال المأسوية يبدو لنا انه من المفيد والمهم الاحتفال ب+روحية 11 كانون الثاني/يناير+”، التي برزت في مسيرات المواطنين الضخمة يوم الاحد الذي اعقب تلك الاعتداءات. مستطردا “مع هدف بانشاء مساحات للضيافة والتبادل مع المؤمنين وكافة مواطنينا”، والافادة من ذلك “لابراز قيم الاسلام الحقيقية وكسر هذه الصور السلبية للروابط مع العنف والارهاب”.
وراى كبيبش في عملية الابواب المفتوحة “بادرة انفتاح” في وجه “خطر الالتباس والوصم”.
و”شاي الاخوة” هذا سيكون باشكال مختلفة: تقديم مشروبات ساخنة وحلوى وزيارات منظمة ونقاشات وورشات للخط العربي ودعوة للمشاركة في الصلاة يوم الخمس…
ولا تشارك في المبادرة كل المساجد وقاعات الصلاة المقدر عددها بحوالى 2500 لكن معظم الاماكن الهامة -مثل مسجد باريس وقاعة الصلاة الصغيرة التي تعرضت للتخريب في حي شعبي في اجاكسيو بجزيرة كورسيكا الفرنسية.
ولفت كبيبش الى “ان امام مسجد بريست (غرب)” الداعية الذي ادلى بتصريحات اعتبرت ظلامية “لم يظهر”.
ويأتي هذا الحدث في اعقاب سنة شهدت تزايد الاعمال المعادية للمسلمين في فرنسا، استهدف بعضها اماكن عبادة.
وفي اطار حالة الطوارىء التي اعلنت بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس جرت حملات للشرطة شملت عمليات مداهمة في اماكن العبادة الاسلامية. وتم اقفال ثلاثة اماكن للصلاة على الاقل.
وتبعت اعتداءات كانون الثاني/يناير طوال العام 2015 هجمات اخرى او مخططات لتنفيذ هجمات غالبا ما اجهضت. وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر اوقعت هجمات متزامنة تقريبا 130 قتيلا في باريس.
بدأت فرنسا الثلاثاء باحياء ذكرى هجمات كانون الثاني/يناير 2015. وازاح الرئيس الفرنسي في المكان الذي وقعت فيه مجزرة شارلي ايبدو الستار عن لوحة تخليدا “لذكرى ضحايا الاعتداء الارهابي على حرية التعبير”.
وازاح هولاند بعد ذلك برفقة رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو ورئيس الوزراء مانويل فالس، الستار عن لوحة اخرى في الشارع القريب، حيث قتل الشرطي احمد مرابط برصاص الشقيقين الجهاديين سعيد وشريف كواشي اللذين قتلا لاحقا في مواجهة مع القوى الامنية خلال فرارهما.
وقام الرئيس الفرنسي بالخطوة نفسها بعد ذلك قرب المتجر اليهودي شرق باريس، حيث قتل في التاسع من كانون الثاني/يناير قتل ثلاثة من الزبائن وموظف يهودي، قبل ان يقتل محتجزهم احمد كوليبالي.
واسفرت اعتداءات كانون الثاني/يناير 2015 عن 17 قتيلا بالاجمال.
وستبلغ فعاليات الذكرى ذروتها الاحد في ساحة الجمهورية بوسط باريس، حيث يتوقع ان يحصل تجمع شعبي كبير لتكريم ذكرى حوالى 150 قتيلا في فرنسا على يد جهاديين في 2015 . وسيزاح الستار عن لوحة عند اسفل “شجرة الذكرى” وهي سنديانة بعلو عشرة امتار زرعت للمناسبة ثم سينشد المغني الشهير جوني هاليداي اغنية بعنوان “ذات احد من كانون الثاني/يناير” ليذكر بمشاركة حوالى اربعة ملايين فرنسي في مسيرة ضد الارهاب في باريس في 11 كانون الثاني/يناير 2015.