بقلم / الدكتور محمد النجار
عندما يغيب الضمير الإنساني، وينصب هدف الإنسان فقط نحو دنياه وتحقيق ملذاته وشهواته طيلة حياته في الدنيا ، دون النظر الى نهاية تلك الدنيا والرحيل الى الآخرة. فتتحكم الإنانية في قلبه ونفسه وضميره ، ويسعى للحصول على شهواته وملذاته بكافة بكل الطرق حتى لو كانت على حساب القيم والأخلاق والعدالة والدين.
أطباء لمساعدة المجرمين في الإفلات من العدالة
وقد رأينا نموذجا ربما يكون جديدا على تصرفات البشر في كيفية مساعدة المجرمين في الهروب من العدالة والقانون .
وحسب ماورد في البي بي سي هذا الشهر بتاريخ 09-07-2024م ، كشفت السلطات الفلبينية مستشفيات “سرية” تقوم بإجراء عمليات جراحة تجميل للمجرمين والهاربين من القانون لإخفاء هوياتهم الحقيقية وتغيير وجوههم للإفلات من العقاب ، والهروب من الجرائم التي ارتكبوها في حق المجتمع من القتل والتعذيب والاغتصاب وكافة أنواع الجرائم .
الإساءة لمهنة الطب العظيمة
كيف تخدم مهنة الرحمة إفلات المجرمين من العدالة؟؟؟
ومن المؤسف أن الذين يساعدون المجرمين على الإفلات من العدالة أنهم فئة ممن يُطلق عليهم مهنيا “مهنة الرحمة”!!! كيف تكون مهنة الرحمة في خدمة القتلة والمجرمين للإفلات من العقاب.
الحضارة الغربية.. فصل الدين عن الحياة
وهذا هو صلب الحضارة المادية سواء كانوا أتباعها يَدَّعون أنهم اتباع موسى أو عيسى عليهما السلام ، فقد تجردوا من قيم وأخلاق رسالة موسى وعيسى ، وفصلوا الدين عن الحياة بما فيه فصل الدين عن العدالة والسياسة والاقتصاد والحياة بأكملها.
فليس مستغرباً في البشر الذين سمح لهم علماء دياناتهم فصل الدين عن الحياة ، وحصروا مخافة الله -سبحانه وتعالى- في أماكن العبادة “الصلوات”، فإذا خرجوا عاثوا في الأرض فساداً ، فيقتلون ويسرقون ويرتشون ويخونوا دينهم وأوطانهم لأن الدنيا هي أكبر همهم ، فلا ضمير يتألم ، ولا قلب يستقيظ ولا خوف من العقاب الإلهي.
الثبات على الدين والأمانة والقيم والأخلاق
نسأل الله الثبات على ديننا الإسلامي الذي لايفصل الإنسان عن عقيدته وهو يتحرك في الحياة بالعبودية لله وحده ، وهو يعمل ويشتري ويبيع ويخالط الناس تحت مظلة دينه وعقيدته ، ويعلم أن الحياة الدنيا ليست سوى رحلة على الأرض ثم يرحل عنها الله الذي قال لنبيه صلى الله عليه وسلم :
(((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ))الأنعام163
هذا هو ديننا الاسلامي .. دنيا وآخرة
هذا هو ديننا الاسلامي الذي يحرص على الاستيقاظ الدائم لضمير الإنسان ، ويُرسخ فيه مراقبة الله في السر والعلن ، وأن الحياة الدنيا ليست نهاية الإنسان ، وإنما مرحلة انتقالية الى النعيم المقيم ، والرضوان العظيم في جنة الله الكريم.
د.محمد النجار 18-07-2024م الخميس (12) محرم1446هـ (طوفان285))