تقارير وتحقيقات

مسجد الرفاعى درة المساجد الإسلامية 

اعداد / محمد رضوان – سعيد حسن

 

يعد مسجد الرفاعى من المساجد التي تعكس وتبرز ابداع فنون العمارة الإسلامية في مصر، ويضيف المسجد مشهدا جماليا علي ميدان صلاح الدين بالقلعة، متمثل في البناء ذو الشكل الجميل، والأسقف العامرة بالزخارف والألوان البديعة والمشكاوات الإسلامية الاصيلة، وخط النسخ الذي كتبه الخطاط مصطفي الحريري وقتها، وأعمال الرخام الإيطالي، والمسجد يعتبر درة المساجد الإسلامية حتي وقتنا هذا.

 

تم بنائه في القرن التاسع عشر ليضاهى جاره الذي تم بناوءه في القرن الرابع عشر الميلادي جامع السلطان حسن، سمي بهذا الاسم نسبة إلى الإمام أحمد الرفاعي (512- 578 هـ/1118-1181-2م ) صاحب الطريقة الرفاعية إحدى الطرق الصوفية، وعلى الرغم من أن الإمام أحمد الرفاعي لم يدفن بذاك المسجد إلا أنه يشهد الاحتفال بمولده سنويًا.

وقد استمر بناء المسجد لأكثر من 40 عامأ وتم بناء على شكل مستطيل على مساحة 6500 متر مربع منها 1767 مترا مربعاً لخدمة الصلاة.

ويذهل كل من يزور المسجد ليشاهد التفاصيل الدقيقة فى الزخارف على الحوائط الخارجية والعمدان العملاقة عند البوابة الخارجية ، وقد بنى على الطراز المملوكى الذى كان سائداً فى القرنين ال 19 وال 20 ، وكان مسجد الرفاعى يشبه المبانى فى أوروبا فى ذلك الوقت.

 

كما تم استيراد مواد البناء المستخدمة من أوروبا، وكان بناؤء مستمرا بشكل جيد، حتى وفاة المهندس حسين فهمى وبعده خوشيار هانم والتى أوصت بأن يتم دفنها فيه، وبعدها توفى ابنها الخديو اسماعيل وتم دفنه بجانبها وكل هذا أدى توقف عملية البناء 25 عاما ، وخلال حكم حسين حلمى الثانى أمر ماكس هرتز باشا ومساعده الايطالى كارلو فيرجيليو سيلفاينى بإكمال بنائه ، واللذين قاما باكماله بدون خرائط المهندس الأصلى، وتم الانتهاء من بنائه فى عام 1911 وفتح لصلاة الجمعة فى 1912.

 

يحتوى المسجد على العديد من مقابر أكثر أفراد الأسر الحاكمة فى مصر بجانب أولياء الله الصالحين، كما يحتوى الجامع على كرسي المصحف الشريف وهو واحد من اجمل كراسى المصاحف فى العالم الإسلامي، مطعم بالعاج والابنوس والمنابر الذى يعد من اجمل واطول المنابر فى العالم الإسلامي مطعم بالعاج الابنوس، تفترش أرضى الجامع بسجاد مطبوع فى تركيا بزخرفة نباتية ، وبنفس هذه الزخرفة تتكرر فى السقف الخشبى للجامع.

كذلك يتميز الجامع بالاسفل الخشبية المزخرفة وارتفاعه مايقارب من حوالى 42 مترا ، ومنارته، وايضا به مئذنتان والذى يميز ماذنه الارتفاع الشاهق وهو مايقرب من 80 مترا .

وتختلف فكرة تصميمه تماماً عن المساجد العثمانية والمملوكية، والمعتاد أن يكون بها صحن مكشوف ،ثم بيت مغلق للصلاة داخل الجامع الذى تبلغ مساحته حوالى 1600 متر ، لفت حوائطه بشريط بكتابات القرآن الكريم ، والذى يعتبر أطول شريط كتابى خطه أعظم خطاط للخديوي عباس حلمى الثانى .

وفى عهد الملك فاروق الأول ، تم انشاء دكه مبلغ ومكتوب عليها ( مما عمل ملك مصر فاروق الأول أعزه الله) .

وانما جاءت العمارة خير شاهد علي أن المصريين منذ قديم الزمان لم يعرفوا العنف ولا الاقصاء .

وفى جامع الرفاعى هذة الخاصية عندما يتعانق الهلال مع الصليب، فبالنظر على الجدارن الخارجية للجامع ستجد النوافذ على شكل الصلبان، ثم المنارات الإسلامية، وبداخل الجامع الرمز الذى أخذه اليهود نجمة داود موجودة على بعض التنانير النحاسية، (مثل النجفة الان) .

وهو امتداد الأجيال الذى يسعى له العالم كله فى أوروبا وامريكا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.