أراء وقراءات

خواطرعمو يوسف ( 18 ) 3 نصائح لكل مغترب

أحبابي ..

3 نصائح وقصيدة

من آن لآخر يفاجئنا أحد المغتربين بببوست يعبر فيه عن رغبته في الرجوع للوطن والاستقرار على أرضه، فينصحه الناس بالبقاء حيثما كان خارج الوطن. فيستغرب ذلك ويظن بهم الظنون، ولا يدري أن الناس تنصحه نصيحة صادقة نابعة من معاناتها.

فأنا- على سبيل المثال- عشت في الغربة حوالي ربع قرن من الزمان سافرت أعزبا ورجعت لما أكبر بناتي دخلت الجامعة. كانت أحلامي وتصوراتي مثل تصورات وأحلام هذا المغترب الراغب في العودة بالضبط، لكن للأسف بمجرد عودتي انطلقت ثورة 25 يناير، ومن ساعتها- كما نعلم جميعا- والمنحنى في النازل في كل شيء في مصر. ولذلك فلكل مغترب عندي من خلال تجربتي نصيحتان، والمثل يقول: “اسأل مجرب ولا تسأل طبيب”:

النصيحة الأولى ابق حيث أنت ولا ترجع، على الأقل تحت الظروف الصعبة الحالية.

النصيحة الثانية: احترس من النصابين والطامعين فيك حتى لو كانوا من أقرب المقربين، وسواء سمعت النصيحة الأولى أو لم تسمعها.

والخلاصة هي: الغربة معاناة، والعيشة في مصر معاناة، لكن الفرق بينهما إن معاناة الغربة لها مقابل مادي جيد، بينما معاناة العيشة في مصر مقابلها ملاليم مع بهدلة في كل شيء منذ أن يصحو الإنسان إلى أن ينام  حتى وهو نائم  لا تفارقه كوابيس اليقظة والمنام..

وبعد النصيحتين المقدمة لكل مغترب، أرى من الواجب أن أتقدم بنصيحة أخرى ثالثة مختلفة لكل من تضطره ظروفه اضطرارا للعودة للوطن.

وهذه النصيحة قدمها لي أحد الأصدقاء المقربين جزاه الله خيرا قبيل عودتي، ولكن ظروفي (واستهتاري وتقصيري أيضا بكل صراحة) منعاني من الالتزام بتنفيذ هذه النصيحة ومن الاستفادة منها، فزادت المعاناة أكثر وأكثر. ولذلك أنصحكم بتنفيذ هذه النصيحة حرفيا بلا أي تهاون ليتحقق لكم الأمان والاستقرار إن شاء الله.

النصيحة تقول أنه أيا كانت السيولة المالية التي تملكها أو إجمالي المبلغ الذي ستعود به إلى أرض الوطن قسمه إلى ثلاثة أقسام متساوية على النحو التالي:

القسم الأول: اصرف منه بحذر شديد على مصاريفك ومصاريف الأسرة الحياتية (عيش عيشة أهلك وبلاش تبذير) إلى أن تستطيع تدبير أمورك المالية كأن تجد عملا مناسبا، أو تنشئ مشروعا معقولا يدر عليك دخلا، ويمكنك أن تمول من هذا القسم هذا المشروع المعقول الذي يجب ألا تنفذه إلا بعد دراسة وافية ومستفيضة.

القسم الثاني: اجعل منه احتياطيا استراتيجيا للقسم الأول لا تقربه إلا في حالة الحاجة الشديدة إليه كأن تزود تمويل المشروع منه في حالة تعرض المشروع لكارثة (لا قدر الله) أو في حالة نجاح المشروع والحاجة إلى التوسع فيه إن شاء الله، ولكن بعد دراسة وافية ومستفيضة أيضا.

القسم الثالث: ابعده عن يدك تماما كأنه ليس ملكك إطلاقا، فهو قرش للزمن كما يقولون، فلا تمد يدك إليه إلا في حالة حياة أو موت لا قدر الله.

وكل مدة معينة (5 سنوات مثلا) اجمع المبالغ التي لديك في الأقسام الثلاثة معا ثم أعد تقسيمها إلى ثلاثة أقسام متساوية جديدة، وهكذا. واحرص أن ترفع من مستوى دخلك في نهاية كل مدة من هذه المدد بنسبة لا تقل عن ثلاثة أضعاف نسبة التضخم السائد في تلك السنة. فإذا كانت نسبة التضخم 10% مثلا سنويا فيجب أن تضاعف دخلك بنسبة 30% في تلك السنة على الأقل، وعلى امتداد العمر المديد السعيد بإذن الله.

وهكذا تكون إنسانا ناجحا من الناحية المادية ذو ثروة متنامية، ولا تجتاج أن تمد يدك لتقترض من أي إنسان.

مع خالص دعواتي لكم بكل التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة.

تحياتي

يوسف عبد النعيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.