أراء وقراءات

رسائل ربانية وسط ظلام حالك

بقلم /أمل سعد عبد اللطيف

( رسائل نورانية وسط ظلام حالك ) 

مع بداية عام جديد تمنى فيه الجميع امنيات بالخير والسعادة للعباد والاوطان ، ومع توحد السواد الاعظم من الشعب المصري على تلك الامنيات الطيبة رأينا اناسا اخرون لهم رؤية مناقضة لامنياتنا تمنوا الهدم والخراب والدمار، فهم اصحاب فكر مضلل وعقيدة خاطئة وابتلى هذا الوطن بتلك الشرذمة التى تريد العبث بمقدراته وامنه واطمئنان وسلامة مواطنيه .

فقد قامت مجموعة ارهابية اثمة بمحاولة تفجير كنيسة أبوسيفين بحى مدينة نصر قبيل احتفالات الاخوة المسيحيين بأعيادهم وكأنهم يريدوا لهذا الوطن التفكك والانهيار الا ان الله حافظه رغما عنهم الى يوم الدين . 

ففى تلك الحادثة التى كان هدفها النيل من مقدساتنا الدينية وزرع الفتنة بين ابناء هذا الشعب المبارك راينا رسائل مضيئة ” الخير في وفى امتى الى يوم الدين ” نعم هي رسائل نورانية اضاءت لنا الطريق وسط هذا الظلام الحالك ومن هذه الرسائل : 

إمام مسجد الحق المجاور للكنيسة الشيخ سعد عسكر والذى أنقذ مئات الأقباط، بعدما أبلغ النقطة الأمنية المكلفة بحراسة الكنيسة بوجود أجسام غريبة أعلى سطح أحد العقارات المجاورة، ربما تكون عبوات ناسفة يمكن أن تستخدم ضد الأقباط في احتفالاتهم، كما إبلغ المواطنين في المنطقة عبر ميكروفون المسجد لتحذيرهم وابتعادهم عن المكان لسلامتهم ،وتوجهت قوة أمنية للموقع، وعثرت بالفعل على 3 عبوات ناسفة، وأثناء العمل على إبطالها انفجرت إحداها، وأسفرت عن استشهاد ضابط شرطة وإصابة اثنين من الأمناء 

وهو الرائد مصطفى عبيد رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن اولئك رفيقا والذى كان استشهاده  رسالة نورانية اخرى تؤكد لنا حب هذا الوطن وضرورة حمايته والدفاع عنه وتقديم كل غالى فداء لترابه فقدم رحمه الله روحه الذكية لينال الشهادة باذن الله تعالى  

وكعادة مصر التى كتب الله عليها ولها ان تواجه الارهاب وتحاربه دائما فقد كان الرد سريعا على ذلك الحادث الاليم الذى لن يزيدنا الا وحدة وتماسكا وهى الرسالة النورانية الثالثة فكان افتتاح مسجد الفتاح العليم وافتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة  فى وقت واحد ، لنري فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لأول مرة يلقى كلمة من داخل كاتدرائية “ميلاد المسيح”  خلال افتتاحها بالعاصمة الإدارية الجديدة

ونري البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ولأول مرة ايضا يلقى كلمة من داخل مسجد أثناء افتتاح مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة. كـ”أكبر صرحين من صروح العبادة في مصر من أقصاها إلى أقصاها” ، وكان ذلك بحضور رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطينى محمود عباس وسط حشد وزاري ودينى كبير ووفود عربية واجنبية

وفى كلمته من داخل كاتدرائية ” ميلاد المسيح ” اكد فضيلة شيخ الأزهر الشريف  فى كلمة قوية معلنا فيها اننا سنتصدى لكل من يفكرالعبث بأمن مصر، فالدولة الإسلامية ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود والشرع يكلف المسلمين بحماية المساجد والكنائس بالقدر نفسه، وهذا حكم قائم على آية كريمة من القرآن الكريم نحفظها جميعا وهي قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًوَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) سورة الحج اية 40 .

ومن قلب مسجد الفتاح العليم خطب البابا تواضروس قائلا  ” ليشهد العالم على وحدتنا ونحن نشهد اليوم مناسبة غير مسبوقة فى التاريخ، ونرى مآذن هذا المسجد الكريم، تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح. ومصرنا العزيزة تسجل صفحة جديدة فى كتاب الحضارة المصرية العريقة” 

لقد كان هذا المشهد كفيلا بالرد على اعمال الارهابين الاثمة والبعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف ،ذلك الدين السمح الذى اكد فى اكثر من اية ونص على تحريم قتل النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق فقال الله تعالى فى كتابه الكريم  (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [سورة المائدة ـ الآية 32]

هذه هى مصر الأبية التى لن يهزمها ارهاب ولن يضعفها جبناء ولن ينال منها غادرون لانها دولة بناء لا هدم ،دولة محمية ومصانة بحفظ الله لها ووعى وحكمة شعبها الاصيل ،ومهما حاول احد النيل من وطننا سنجد رسائل نورانية مضيئة وسط اى ظلام حالك وعابر، رسائل تؤكد وحدتنا وتماسكنا وتسامحنا وخيريتنا الى يوم الدين .  

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال رائع جداً وتضمن بالغعل رسائل نورانية اضاءت الطريق إلى القول الفصل في أن الله يريد دائماً بمصرنا الحبيبة كل الخير شكراً أمل سعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.