مشروع عملاق للربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا بتكلفة٢٤ملياردولار
كتب / محمد الهادى
تخطط بريطانيا لإطلاق مشروع لنقل الكهرباء من المغرب إلى منازل الملايين من مواطنيها عبر كابلات بحرية بحلول عام 2030
بحثا عن مصادر الطاقة الخضراء وتقليص اعتمادها على الوقود الأحفوري.
واعتبرت“ كليركوتنيو” وزيرة الطاقة البريطانية أن جلب الطاقة النظيفة من المغرب عبر أطول كابل يمر تحت البحر “مشروع ذو أهمية وطنية” مشيرة إلى أن تكلفته ستصل إلى حوالي 24 مليار دولار.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن مؤيدي المشروع ببريطانيا يتوقعون أن يسهم جلب الطاقة من المغرب في تزويد أكثر من 7 ملايين منزل بالكهرباء، وتلبية ما يصل إلى 8 في المئة من احتياجات البلد من الطاقة.
وقال “ديف لويس” الرئيس التنفيذي لمشروع الربط الكهربائي مع المغرب إن تصنيف الوزيرة للمشروع على أنه ذو أهمية وطنية، سيساعد في تبسيط وتسريع إجراءات التخطيط، مشيرا إلى أن المخطط “يتقدم بشكل جيد وبموجب المشروع سيتم نقل الكهرباء المنتجة بجهة “كلميم واد نون” بجنوب المغرب عبر كابلات تمتد لمسافة 3800 كيلومتر تحت سطح البحر إلى قرية ألفيرديسكوت، الصغيرة بالقرب من مدينة ديفون، جنوب غرب إنكلترا، حيث سيتم ربطها بشبكة الكهرباء المحلية.
وأضاف ” لويس ” فى تصريحاته إن المشروع ستبلغ قدرته التوليدية 10.5 غيغاوات، منها 7 غيغاوات منتجة عبر الطاقة الشمسية و3.5 غيغاوات من الرياح، مضيفا: “الشمس تشرق كل يوم هناك، والرياح تهب كل مساء”.
* المغرب واجهه جذابه
وتحول المغرب خلال السنوات الأخيرة، إلى وجهة جذابة تستقطب الاستثمارات الأجنبية والمحلية نظير المؤهلات الطبيعية التي يزخر بها، إضافة إلى الخطوات الاستثمارية الهامة التي أطلقتها الرباط في مجال الطاقة المتجددة.
ويهدف المغرب، منذ عام 2009، لتحقيق هدف أن تشكل الطاقة النظيفة 52 في المئة من مجموع أنواع الطاقة بالبلاد، بحلول عام 2030. وحاليا، يأتي خُمس إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة الصديقة للبيئة.
ويري ” ايوب كرير” الخبير المغربي في المناخ والتنمية المستدامة أن المشروع الجديد بين المغرب وبريطانيا يتوج “الاتفاقات الاستراتيجية التي وقعها الجانبان والتي شملت قطاعات مختلفة، وتحديدا على مستوى التعاون المناخي والطاقي ودعم مشاريع النمو الأخضر ومواكبة الرباط لتطوير اقتصاد منخفض الكربون.
واضاف “كرير ” أن بريطانيا تسعى للانتقال إلى الطاقات المستدامة
والمتجددة للوفاء بالتزاماتها الدولية، وأيضا لمواجهة تقلبات اقتصاد الطاقة بالسوق العالمية، والتي تثير قلق الدول الغربية التي وجدت نفسها أمام تحديات البحث عن مصادر الطاقة المتجددة وتقليص اعتماداتها على الأحفورية.
وقالت وزيرة أمن الطاقة وخفض الانبعاثات إلى الصفر في بريطانيا في بيان، إن مشروع الربط الكهربائي مع المغرب “يحظى بأهمية وطنية لقدرته على مساعدة البلاد على التخلص من الوقود الأحفوري”.
واضافت أن “المشروع المقترح يمكن أن يلعب دورا مهما في تمكين نظام الطاقة الذي يفي بالتزام المملكة المتحدة بالحد من انبعاثات الكربون، وأهداف الحكومة المتمثلة في توفير إمدادات طاقة آمنة ويعول عليها وبأسعار معقولة للمستهلكين”.
