السودان

مصر: الاستقرار في جنوب السودان مصلحة مشتركة وتحدٍّ إقليمي

وزير الخارجية يؤكد اهتمام مصر البالغ بأمن واستقرار جنوب السودان

كتبت : د.هيام الإبس

 

 

تحذيرات من فيضانات محتملة في السودان وسط تصاعد أزمة سد النهضة

 

تلقى د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اتصالاً هاتفياً اليوم الإثنين، من مونداي سيمايا كومبا، وزير خارجية جنوب السودان، تناول مجمل العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، أكد عبد العاطي، اهتمام مصر البالغ بأمن واستقرار جنوب السودان، متناولاً العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطلع لترسيخ أطر التعاون بينهما في إطار المصالح المشتركة للبلدين.

وحرص الوزير على التأكيد أن مصر وجنوب السودان تربطهما العديد من المصالح المشتركة في المجالات المختلفة تتطلب تفعيل التنسيق الثنائي، مشيراً إلى زيادة الاستثمارات المصرية في جنوب السودان خلال العقد الماضي في مجالات عديدة مثل التعليم، والزراعة، والري، والصحة.
وأعرب عن التطلع لعبور الأشقاء في جنوب السودان بسلام للمرحلة الانتقالية صوب دولة مستقرة أمنياً وسياسياً واقتصادياً، داعياً الأطراف في جنوب السودان كافة لدعم العملية الانتقالية في جنوب السودان، والعمل على تقريب وجهات النظر، وإعلاء المصلحة الوطنية، إلى جانب تعزيز الاستفادة من الدعم المقدم من المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية.
من جانبه، أشاد الوزير مونداي سيمايا كومبا بالعلاقات التاريخية التي تربط بلاده بمصر، مشدداً على حرص جنوب السودان على تطوير العلاقات مع مصر في مختلف المجالات.
كما أكد تفهم جنوب السودان للشواغل المائية المصرية، معرباً عن حرصهم على التفاعل الإيجابي مع مصر تحقيقاً للمصلحة المشتركة البلدين.

تحذيرات من فيضانات محتملة في السودان وسط تصاعد أزمة سد النهضة.. ومصر ترفض سياسة “فرض الأمر الواقع”

من جهة أخرى، حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من احتمالية حدوث فيضانات كبيرة على جانبي النيل الأزرق ونهر النيل عند الخرطوم بنهاية أغسطس المقبل، نتيجة امتلاء بحيرة سد النهضة الإثيوبي بحوالي 55 مليار متر مكعب، في ظل توقف تشغيل  التوربينات.
وقال شراقي إن هذه الظروف قد تؤدي إلى تمرير كامل الفيضان الطبيعي إلى السودان ومصر، وهو ما يتزامن مع توقعات بزيادة كبيرة في معدلات هطول الأمطار هذا العام، وفقاً لنماذج مركز IGAD للتنبؤات  المناخية.

ورغم ما تشكله الفيضانات من مخاطر على سكان عدة مناطق في السودان، فإنها تعد مصدراً رئيسياً للري الفيضي للمزارعين على ضفاف النيل الأزرق، خاصة بعد تراجع المياه خلال الموسمين الماضيين نتيجة التخزين المكثف في سد النهضة دون توفير بدائل للري.

أزمة السد وتداعياتها
وفي تطور متصل، تستمر أزمة سد النهضة في التصاعد مع غياب اتفاق قانوني ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا، رغم جولات التفاوض الممتدة لأكثر من 13 عامًا.
وأكدت مصر على لسان وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، رفضها القاطع لسياسة فرض الأمر الواقع من قبل إثيوبيا، واصفًا الدعوات الإثيوبية المتكررة لاستئناف المفاوضات بأنها “محاولات شكلية لتحسين الصورة الذهنية” وليست مبادرات جادة.

وأشار الوزير إلى أن إثيوبيا تروج لاكتمال بناء السد رغم عدم وجود اتفاق شامل، في انتهاك صريح للقانون الدولي ومبدأ الاستخدام العادل والمنصف للمجاري المائية الدولية، محذراً من محاولات فرض الهيمنة المائية على حساب دولتي المصب.

الفجوة المائية في مصر
من جانب آخر، تُعاني مصر من فجوة كبيرة بين الموارد والاحتياجات المائية، رغم أن كمية الأمطار المتساقطة على دول حوض النيل تصل إلى 7000 مليار متر مكعب سنوياً، بينما لا تتجاوز حصة مصر من نهر النيل 55.5 مليار متر مكعب.
وتواصل الدولة تنفيذ مشاريع استراتيجية لمعالجة الفجوة المائية، مثل محطات “بحر البقر” و”المحسمة”، وتحديث أنظمة الري، في إطار مساعٍ لتعزيز الأمن المائي والتكيف مع تغير المناخ.
وبين تهديدات الفيضان المحتملة، والتخزين المستمر في سد النهضة، وتباطؤ المفاوضات، يزداد المشهد تعقيداً في حوض النيل، مع تصاعد المخاوف في السودان، وتأكيد مصر على تمسكها بحقوقها التاريخية ورفضها لأي إجراءات أحادية قد تهدد أمنها المائي.

نزوح عشرات الآلاف من السودانيين نحو مدينة الأبيض هربا من “الدعم السريع”

استقبلت مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، عشرات الآلاف من النازحين من عدة قرى تهاجمها ميليشيا الدعم السريع، في ظل انتشار كبير لوباء الكوليرا، وفقاً لحكومة الولاية.
وتفرض الدعم السريع، سيطرتها على مناطق الخوي والنهود غرب الأبيض، وفي منطقة بارا شرق المدينة، فضلًا عن سيطرتها على مدن كازقيل والدبيبات جنوب ولاية شمال كردفان.

وكشف محمد إسماعيل، مفوض العون الإنساني بحكومة ولاية شمال كردفان، إن الأبيض استقبلت أكثر من 600 أسرة نازحة، أي نحو 30 ألف فرد، من قرى شمال مدينة بارا بسبب مهاجمة قوات الدعم السريع لهذه القرى.
وأكد المفوض أن هجمات الدعم السريع على القرى بولاية شمال كردفان تسببت في تعقيدات إنسانية بنزوح سكان هذه القرى، وفقاً لـ”سودان تربيون”
وأضاف أن مدينة الأبيض تشهد تدفقات مستمرة للنازحين من مناطق الخوي غرب الأبيض، ومن قرى واقعة جنوب المدينة وقرى مدينة بارا شرقي الأبيض، بسبب هجمات تشنها قوات الدعم السريع على القرى، التي أفاد بأنها مناطق خالية من الوجود العسكرى.

وكشفت مصادر محلية، أن الدعم السريع هجّرت سكان قرية “أم زين”، ريفي مدينة بارا، وأوضحت المصادر أن جميع سكان قرية أم زين فروا صوب مدينة الأبيض على الأقدام والدواب.
وكانت منظمة الهجرة الدولية، أكدت في بيان رسمي لها الأسبوع الماضي، أن 3,260 أسرة نزحت من عدة قرى في محلية بارا بسبب تزايد انعدام الأمن، مشيرةً إلى أن الفارّين نزحوا من 12 قرية على الأقل، منها أم قرفة، والمرخة، وأم تراكيش.
فى سياق متصل، حذّر مفوض العون الإنساني بشمال كردفان من انتشار الكوليرا في مدينة الأبيض والمناطق التي حولها.
وأشار إلى تسجيل أكثر من 80 حالة إصابة بالمرض في مدينة الأبيض وأربع وفيات، في ظل صعوبة وصول فرق الصحة إلى القرى خارج المدينة بسبب قيود تفرضها قوات الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى