مصر ترفض التعليق على «مزاعم» تدخلها في حرب السودان وتتجاهل تصريحات نائب «حميدتي»

كتبت: د. هيام الإبس
رفضت مصر التعليق على تصريحات جديدة أدلى بها عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات «الدعم السريع» وشقيق محمد حمدان دقلو «حميدتي»، زعم فيها أن طائرات مصرية شاركت في تنفيذ غارات جوية خلال الحرب الأهلية في السودان.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر مصري مسؤول قوله: “القاهرة لن تعلّق على حديث عبد الرحيم دقلو”، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية المصرية سبق أن نفت في وقت سابق مزاعم مماثلة أدلى بها حميدتي العام الماضي.
تصريحات جديدة في ظل تقدم الجيش السوداني
تأتي هذه المزاعم في وقت أعلن فيه الجيش السوداني تحرير العاصمة الخرطوم بالكامل من سيطرة قوات الدعم السريع، بعد نحو عامين من اندلاع النزاع الداخلي الذي بدأ في أبريل 2023.
وفي تصعيد لافت، ظهر عبد الرحيم دقلو في مقطع فيديو مصور من دارفور غرب السودان، تحدث فيه عن لقاء سابق جمعه بمدير المخابرات العامة المصرية الأسبق اللواء عباس كامل، زاعمًا أن القاهرة قدمت رؤية مكتوبة لوقف الحرب، لكنه رفض التوقيع عليها، مدعيًا أن مصر كانت تسعى لفرض اتفاق سلام جاهز دون تفاوض.
الخارجية المصرية: دعم كامل لوقف الحرب وحماية المدنيين
المصدر المصري أكد أن موقف القاهرة لم يتغير، وهو الدعوة إلى وقف الحرب، وحماية المدنيين، ودعم الجهود الإنسانية. كما شدد على أن مصر لا ترد على مثل هذه الاتهامات غير المدعومة بأي أدلة.
وليس هذا التصريح الأول من نوعه؛ إذ سبق أن اتهم حميدتي مصر في أكتوبر الماضي بشن غارات جوية على قواته ودعم الجيش السوداني بطائرات مسيرة، وهي اتهامات نفتها القاهرة رسميًا، داعية المجتمع الدولي إلى تحقيق مستقل يستند إلى الأدلة.
محللون: الاتهامات دليل على الضعف والتخبط
السفير صلاح حليمة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، دعا إلى تجاهل التصريحات واعتبارها انعكاسًا لحالة الارتباك والتراجع الميداني لقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن تكرار تلك المزاعم يكشف عن محاولة يائسة لتشويه صورة مصر في وقت تعاني فيه الميليشيا من انتكاسات ميدانية كبيرة.
من جهته، اعتبر السفير حسام عيسى، سفير مصر السابق لدى السودان، أن تلك التصريحات تأتي لتبرير الخسائر المتلاحقة التي منيت بها قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن فقدان المصداقية داخليًا وخارجيًا أصبح السمة الأبرز لقيادة هذه الميليشيا، خاصة بعد انسحابها من القصر الجمهوري في الخرطوم.
أزمة إنسانية متفاقمة
وتسببت الحرب الداخلية في السودان في نزوح أكثر من 13 مليون شخص داخليًا وخارجيًا، من بينهم 1.2 مليون لاجئ سوداني فرّوا إلى مصر، وفق تقديرات الأمم المتحدة والجهات الرسمية المصرية.