السودانشئون عربية

مصر ترفض تشكيل “حكومة موازية” فى السودان

الخارجية السودانية تشيد بالمواقف الدولية الرافضة للحكومة الموازية

مصر ترفض تشكيل “حكومة موازية” فى السودان ..

 

كتبت : د.هيام الإبس

 

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، يوم الأحد، رفضها أى محاولات تهدد وحدة وسيادة أراضى السودان، بما فى ذلك تشكيل حكومة سودانية موازية.

وأفادت الوزارة فى بيان بأن “تشكيل حكومة موازية يعقّد المشهد فى السودان، ويعوق الجهود الجارية لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية، ويفاقم الأوضاع الإنسانية”.

 

ووفقاً للبيان، طالبت جمهورية مصر العربية، القوى السودانية كافة بتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد، والانخراط بصورة إيجابية فى إطلاق عملية سياسية شاملة، دون إقصاء أو تدخلات خارجية.

 

وكان وزير الخارجية المصرى، بدر عبد العاطى، أكد الأسبوع الماضى ذات الموقف فة مؤتمر صحفى مع نظيره السودانى، علىِ يوسف. وقال عبد العاطى فى حينه إن “السلامة الإقليمية للسودان خط أحمر بالنسبة للجانب المصري”، مؤكداً رفض مصر “أى دعاوى لتشكيل أى أطر موازية للإطار القائم حالياً فى السودان”، وكانت السعودية أيضاً قد أعربت، يوم الجمعة، عن رفضها أى دعوة إلى تشكيل حكومة موازية فى السودان، بحسب بيان لوزارة الخارجية، وكررت الكويت هذا الموقف، مؤكدةً رفضها “أى إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية فى جمهورية السودان الشقيقة”. كما أعربت قطر أيضاً عن دعمها لـ”وحدة السودان وسلامة أراضيه”.

ووقعت جماعات سياسية ومسلحة ميثاقاً مع «قوات الدعم السريع»، فى العاصمة الكينية نيروبى يوم 22 فبراير، لتشكيل «حكومة سلام ووحدة» فى الأراضى التى تسيطر عليها «قوات الدعم السريع». ومن غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة التي أثارت توترات دبلوماسية، باعتراف واسع النطاق، وقال البعض إن هذا التحرك قد يؤدى إلى إطالة أمد الحرب المدمرة، وإلى التقسيم الفعلى لثالث أكبر دولة فى أفريقيا من حيث المساحة.

 

وتدور معارك منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش السودانى بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتى)، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح ولجوء نحو 12 مليون شخص

 

من جانها، أصدرت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأحد، بياناً أكدت فيه متابعتها باهتمام وتقدير للمواقف الدولية الرافضة لما وصفتها بـ”محاولة إقامة سلطة باسم مليشيا الجنجويد (قوات الدعم السريع) وتابعيها انطلاقاً من كينيا”، معتبرة ذلك تهديداً لسيادة السودان ووحدته والشرعية الوطنية القائمة فيه.

 

وكانت العديد من الدول قد أصدرت بيانات أكدت فيها دعمها لوحدة وسيادة السودان، ذلك بالتزامن مع اتجاه لقوات الدعم السريع وحلفائها لإنشاء حكومة موازية فى مناطق سيطرة هذه القوات التى تقاتل الجيش السودانى منذ نحو عامين، وكانت المجموعة الداعمة للحكومة الموازية، قد قامت بالتوقيع على ميثاق سياسى فى العاصمة نيروبى.

 

الدول التى أصدرت البيانات شملت كلاً من مصر والسعودية وقطر والكويت بالإضافة إلى الدول الأفريقية الأعضاء فى مجلس الأمن، وهى الجزائر والصومال وسيراليون، إلى جانب مواقف بقية الدول الأعضاء بالمجلس، بما فى ذلك روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وغيانا، فضلاً عن البيان الصادر عن تركيا فى هذا السياق.

 

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد نقل يوم الاثنين الماضى عن جوتيريش قوله إن توقيع «قوات الدعم السريع» وحلفائها ميثاقاً تأسيسياً لحكومة موازية فى السودان يمثّل تصعيداً جديداً للصراع يعمّق تفكك البلاد.

 

وأشادت الخارجية السودانية بمواقف هذه الدول، واصفة تصرفات الرئاسة الكينية بأنها “غير مسؤولة”، لجهة أنها قامت بـ”احتضان مليشيا الإبادة الجماعية وسعيها لشرعنة جرائمها غير المسبوقة”، مشيرةً إلى أن هذه المواقف جعلت الرئاسة الكينية “معزولة خارجياً وداخلياً، ووضعت كينيا فى خانة الدولة المارقة على الأعراف الدولية”

 

ودعت الوزارة المجتمع الدولى والمنظمات الإقليمية والدولية، خاصة الاتحاد الأفريقى، إلى إدانة هذا التهديد الذى وصفته بـ”الخطير” للسلم والأمن الإقليمى، والتصدى لأى محاولات من شأنها تقويض قواعد النظام الدولى، بحسب ما ورد فى البيان.

مقالات ذات صلة