بقلم / رمضان النجار
حين أتحدث عن مصر فلا أتحدث عنها كمصرى محبا لوطنه أو متعصبا لجنسه لكنى اليوم سأتحدث عن مصر كأحد الباحثين المهتمين بالتاريخ القديم والحديث وحين أتحدث عن مصر أتحدث عن دولة كانت ولازالت حامية العالم العربى والإسلامى .
ظل عماد الدين زنكى سلطان حلب ومن بعده إبنه نور الدين محمود عشرات السنين يحاربون الصليبيين ويجاهدون لتحرير بيت المقدس لكنهم لم يفلحوا إلا بعد أن قاد صلاح الدين الأيوبى الجيش المصرى وإستطاع تحرير بيت المقدس بعد تفانى الجيش المصرى فى الجهاد لتحرير بيت المقدس فى معركة حطين عام ٥٨٣هجرية .
إحتل المغول معظم دول العالم الإسلامى و أبادوا الملايين فى العالم وإحتلوا بغداد وقتلوا الخليفة العباسي المستعصم بالله وخربوا كل ديار المسلمين ولم يتركوا رجلا أو إمرأة أو طفلا إلا وقتلوه بكل وحشية حرقوا التراث الإسلامى فى بغداد وعاثوا فى الأرض فسادا دخلوا الشام وإحتلوها وقتلوا أهلها حتى خرج لهم الجيش المصرى إلى سهل عين جالوت فى فلسطين حاليا فى عزة وشموخ ولم يستسلم كما إستسلمت جيوش قبلها وكان النصر حليف المسلمين بقيادة سيف الدين قطز سلطان مصر وكانت معركة عين جالوت عام ٦٥٨ هجرية بداية إنتهاء دولة المغول التى إحتلت العالم بأسره وأسرت وقتلت ملوك عظام وأبادت أمم بأكملها .
الجيش المصرى يسطر أروع الإنتصارات على المغول فى معركة شقحب عام ٧٠٢ هجرية التى بغفل عنها الكثير . بعد معركة عين جالوت بحوالى ٤٠ عام عاد المغول لإحتلال العالم العربى والإسلامى وبالفعل إستطاعوا مع قائدهم محمود غازان إحتلال الشام مرة أخرى فإستنجد أهل الشام بسلطان مصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون السلطان الشاب الذى لبى نداء أهل الشام ثم خرج بجيش قوامه ٢٠٠ الف جندى ليخوض معركة من أشرس المعارك فى التاريخ ويهزم المغول شر هزيمة وينهى وجودهم فى بلاد العرب والمسلمين وهذه المعركة كانت نهاية دولة المغول التى إحتلت العالم كله وأزلت الأمم والشعوب فى أرجاء العالم .
ثم ليقف التاريخ إحتراما لمصر التى لقنت دولة الكيان الصهيوني درسا كبيرا فى القوة والإرادة فى عام ١٩٧٣ العاشر من رمضان وأنهت الغطرسة التى كانت تتعامل بها دولة الكيان الصهيوني مع العرب
ياكاتب التاريخ تأدب وكن منصفا حين تتحدث عن مصر
حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء .
رمضان عبد الفتاح النجار
كاتب وباحث