مصر والسودان

بقلم مستشار التحرير/محمد الخمَّارى

وفى اللحظات الفارقة من تاريخ الأوطان تظهر عقيدة الشعوب ومدى وعيهم وثقافتهم وفهمهم لقضايا أمتهم، وأن الاستقرار الداخلي فرعٌ من الاستقرار الإقليمي لدول الجوار .

فكلما ساد الاستقرار والأمن والأمان فى البلدان المجاورة كلما زاد دفئُ الطمأنينة في بلادنا لقيامهم مقام جنود حرس الحدود بل لهم دورٌ كبيرٌ فى الاستراتيجية العسكرية من مقاومة الأعداء والغُزاة على بلادنا   .

ومَنْ ظنَّ أن مصر والسودان ما هى إلا سلسلة محلات ومنافذ غذائية أو مجموعة من أسماء بعض الشوارع فى قاهرة المُعِزِّ فلا مناص له في أن يقضى عُمُرَهُ كُلَّهُ داخل مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية أو المعمورة بالإسكندرية فإن أمن واستقرار حياة الماشية فى السودان هو أمنٌ وأمانٌ لأسماك البحر المتوسط فى المياه الإقليمية الحدودية فى شمال البلاد فضلاً عن الشعوب .

من هنا دقت ساعات الحكمة والحذر وكذلك نواقيس الخطر تَوجَّبَ للوطن أن يكون له إعلام حقيقي يرفع الغمام ويزيل همه ويقوم بدورٍ نبيلٍ بدلاً من الاسفاف اليومى في  المسلسلات الهابطة والأفلام الماجنة التي تنشر الرذيلة والجريمة والبلطجة باسم نقلها للواقع.

فمن أراد العظة فلينظر إلى جارته الأرملة المَعِيلة التي كادت أن تحلب النَّملة من شدة الفاقة ولا ينظر الى يومياتها فى شاشات التلفاز.