مصر والسودان.. دوما وأبدا

بقلم /إيمان أبوالليل*

منذ إشتعال فتيل الأحداث الأخيرة في السودان الشقيق، وشياطين السياسة الخبيثة يتسللون من خلال الشبكة العنكبوتية، ظنا منهم بأنهم سيزرعون الفخاخ المشتعلة بين الشعبين الشقيقين المصري والسوداني، فيحاولون إشعال مشاعر البغض والضيق والكراهية بينهما.

عبثا يفعلون، فالتاريخ خير شاهد بأن مصر والسودان ستظل دوما وأبدا شعبا واحدا في بلدين كالروح الواحدة في جسدين.

لهذا لابد من دعم توعوي للشعبين، لترسيخ القيم والروابط التاريخية والإنسانية، فلا نترك فرصة واحدة لنزع الثقة القائمة بين الأشقاء المصري والسوداني.

لذا تسعى مصر لحل وتهدئة الأزمة السودانية بشتى الطرق الممكنة، ودون تدخل مباشر يثير حفيظة شعب السودان الشقيق، واحتراما للشأن الداخلي للسودان

وبرغم أن السودان الشقيق ينتهج سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، إلا أن مصر كشقيقة لكل العرب شرقا وغربا، قدر لها الله مكانة عظيمة، تجعلها كرمانة ميزان القارتين الأسيوية والإفريقية.

فدوما تسعى مصر بكل جهد لها،  لإنهاء الأزمات والخلافات في المنطقة العربية لإعادة الاستقرار والأمن والسلام لدول المنطقة، وحفاظا أيضا على الأمن القومى لمصر.

وما حدث في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يؤكد أن المنطقة العربية تتعرض لمخطط تقسيم خطر وخبيث، مما يجعلها مرتعا للإنفلات الأمني، وأرض خصبة للإرهاب.

لهذا تصر مصر بقيادتها الرشيدة ، على العمل الدؤوب  لإنهاء الخلافات وتسوية النزاعات بين الأطراف المعنية في السودان، في إطار المسارات السياسية الصحيحة.

ومن أجمل ما قيل عن دور مصر العظيم على مر العصور، والتابع من موقعها المتميز، هو ما جاء في كتاب المفكر جمال حمدان حيث قال:

“إن عبقرية مصر الإقليمية تستند الى محصلة التفاعل بين بعدين اساسيين هما الموضع والموقع، حيث يقصد بالموضع  البيئة بخصائصها وحجمها ومواردها في ذاتها، وهي البيئة النهرية الفيضية بطبيعتها الخاصة. أما الموقع فهو الصفة النسبية التى تتحدد بالقياس الى توزيعات الارض والناس والإنتاج وتضبط العلاقات المكانية التى ترتبط بها”.

لهذا لم يكن تأثير الموقع المتميز والفريد الذى تتمتع به مصر مقتصرا عليها كأرض فقط، بل امتد ذلك إلى تكوين الإنسان المصري الذى ظل على مر العصور متمسكا بقيم الاعتدال والانفتاح على الأخر، والتفاعل  مع جميع الثقافات من أجل تحقيق الأمن والسلام لوطنه، وزرع روح التقرب والتفاعل مع الجيران شرقا وغربا وجنوبا .

لهذا كان لمصر مكانتها الإقليمية والدولية والتي أتاحت لها القيام بدور مؤثر وفاعل.

لهذا لا يجب أبدا أن يفرقنا أبالسة الشبكة العنكبوتية كشعوب تشترك في الهوية،فهؤلاء الشياطين ينفثون السم لتعكير العلاقة الطيبة والأخوة الدائمة بين شعب مصر والسودان، في ظل الأزمة الحالية.

يريدون أن يصبح التوتر هو السمة السائدة بين الإخوة، فتصبح الحدود المشتركة بين البلدين، مصدر قلق وخطر أمني، لهذا سيظل شعب مصر والسودان شعبا واحدا، تربطه الهوية العربية، ويتدفق في عروقه مجرى نهر واحد هو نهر النيل، ويزيد الرباط القبائل المصرية السودانية الممتدة بين  حدود البلدين.

وما تسعى إليه مصر لحل أزمة السودان ربما يكون بداية إحياء التعاون الاستراتيجي الموقع بين البلدين ٢٠١٦ ليتناسب مع المستجدات السياسية على الساحة، حيث يشمل كافة المجالات وخاصة المجال الأمني.

والجدير بالذكر أن السودان الشقيق ، هو البلد الوحيد الذي لديه قنصلية في أسوان جنوب مصر، تعمل على ترسيخ العلاقات على جميع المستويات، سواء الأمني أو الإقتصادي أو الثقافي أو التعليمي.

وعلى شعب السودان أن يلتف حول جيشه ويدعمه حفاظا على وحدة السودان، حتى لا يفتت وتضيع البلدان واحدة تلو الأخرى.

حفظ الله السودان وشعبها وحفظ مصر دوما وأبدا.

* كاتبة صحفية عضو اتحاد كتاب مصر 

Exit mobile version