شئون عربية

مصطلح “النزوح و “الهجرة للخارج ” أصبح ملازما للإسرائيليين منذ طوفان الأقصى

550 ألف إسرائيلي غادروا فلسطين المحتلة منذ انطلاق طوفان الأقصى

 

تقرير – هاني حسبو 

ذكر تقرير نشره المركز الفلسطيني للإعلام  أن مصطلح “النزوح” ملازماً للفلسطينيين على مرّ العقود، وذلك نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المتعاقبة على الشعب الفلسطيني، ولكنّ معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة قلبت الموازين، وجعلت مئات الآلاف من الإسرائيليين نازحين داخل الكيان، أو مهاجرين خارجه.

ومنذ بداية الحرب، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 500 ألف من المستوطنين نزحوا داخل فلسطين المحتلة، فيما أخليت مدينة سديروت بالكامل، وهي تضم نحو 20 ألف مستوطن، كما تمّ إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.

وكشفت بيانات سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية، أمس الأحد، عن أنّ مئات الآلاف من الإسرائيليين غادروا فلسطين ولم يعودوا، منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

منذ نشأت دولة الاحتلال، عمل حكامها على ترغيب أبناء دينهم في العودة إلى “أرض الميعاد” كما يدّعون، وفتحوا باب الهجرة لليهود من شتى أصقاع العالم إلى فلسطين، ضمن “قانون العودة” الذي أقرّته الحكومة الصهيونية عام 1950، حيث يُعطي الحق لليهود في الهجرة إلى فلسطين المحتلة والاستقرار فيها، ونيل الجنسية الإسرائيلية.

وعلى النقيض من ذلك، فقد ذكر موقع زمن إسرائيل الإخباري أنّ قرابة 550 ألف إسرائيلي غادروا فلسطين المحتلة ولم يعودوا حتى الآن خلال الشهور الستة الأولى من الحرب.

وأشار الموقع إلى أنّ ما كان يعتبر هروباً مؤقتاً للإسرائيليين خلال الحرب، أو صعوبة فنية في العودة إليها، تحول الآن إلى اتجاه نحو “هجرة دائمة”.

ووفق أحدث معطيات دائرة الإحصاء في أبريل/ نيسان الماضي، يبلغ عدد سكان الكيان الإسرائيلي نحو 10 ملايين شخص، بينهم أكثر من 2.5 مليون فلسطيني.

وبناء على الأرقام السابقة، فإنّ ما نسبته 7% من سكان الكيان تركوه وهاجروا كنتيجة مباشرة للحرب التي تدور رحاها في غزة وشمال فلسطين المحتلة.

ومع ضخامة هذا العدد من المهاجرين، فإنّ العدد مرشّح للزيادة، خصوصاً وأنّ هناك الملايين من مزدوجي الجنسية، الذين يحملون جنسية واحدة أخرى على الأقل بجانب جنسيتهم الإسرائيلية.

مؤشرات قياس الهجرة العكسية

ومن مؤشرات قياس الهجرة العكسية من إسرائيل إلى باقي دول العالم، عدد الرحلات اليومية في مطارات إسرائيل، فبحسب موقع “فلايت رادار 24″، بلغ عدد الرحلات الجوية من مطار بن غوريون لوحده 120 رحلة يومياً وبمعدل 24 ألف مسافر، وهو المعدل الأكبر المسجل في المطار على مدى الأشهر والسنوات الأخير.

هذا من غير احتساب الرحلات الجوية من مطاري إيلات وحيفا، والمغادرين عن طريق البحر من ميناءي حيفا ويافا، فإن المجموع يصبح نحو 40 ألف مسافر مغادر يومياً. بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن مجموعة من الباحثين.

إسرائيل لم تعد آمنة

لقد سبّب اجتياح المقاومة الفلسطينية، يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، لغلاف غزة ومستوطناتها حالات من الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين، وكشف عن عجز الجيش الإسرائيلي أمام المقاومة.

وقد أدّى ذلك إلى فقدان الكثير من الإسرائيليين للشعور بالأمن، فقررّوا الفرار بعيداً خارج حدود فلسطين.

يقول أحد الفارّين الإسرائيليين: “لقد هربنا إلى قبرص مباشرة بعد انطلاق صفارة الإنذار الأولى، أخبرني حدسي أن هذه لم تكن مجرد جولة أخرى، وكانت أعصابي متوترة لمدة 10 أشهر بسبب هذا البلد الذي جن جنونه علينا”. وفق ما جاء في تحقيق لصحيفة هآرتس العبرية.

وأشار تقرير لقناة الجزيرة حينها إلى أنّ مشاهد الازدحام غير المسبوق في مطار تل أبيب، الذي تعطل بعد قصف المقاومة في ذلك اليوم والمطارات الأخرى، أكبر من أن تفسر بسياقات السفر العادية، فمعظم من يخرجون باتوا لا يعودون، ويضرب كل ذلك عمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى فلسطين.

 

 

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.