مطار الخرطوم يعود للحياة: هبوط أول طائرة مدنية وإصدار شهادة التشغيل الآمن

كتبت – د. هيام الإبس
في لحظة وُصفت بأنها نقطة تحول في مسار التعافي الجوي السوداني، شهد مطار الخرطوم الدولي اليوم الأربعاء هبوط أول طائرة مدنية منذ توقفه عن العمل بسبب الحرب، وسط إجراءات أمنية مشددة وتأكيدات رسمية بعودة التشغيل الآمن للمطار.
هبوط تاريخي لطائرة بدر للطيران
أعلنت سلطات مطار الخرطوم الدولي عن هبوط طائرة تابعة لشركة بدر للطيران، إيذانًا بإعادة تشغيل المطار للرحلات الداخلية. الحدث تزامن مع استهداف المطار بطائرات مسيّرة يومي الثلاثاء والأربعاء، ما زاد من رمزية الهبوط كدلالة على استعادة السيطرة وبدء مرحلة جديدة.
وذكرت مصادر أن الطائرة التي هبطت في الخرطوم عادت لاحقًا إلى مطار بورتسودان وعلى متنها رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في خطوة تحمل رسائل سياسية وأمنية واضحة.
شهادة التشغيل الآمن: عودة وفق أعلى معايير السلامة
أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية إصدار شهادة التشغيل الآمن لمطار الخرطوم، بعد استكمال عمليات التدقيق الفني والأمني، وتقييم شامل للمرافق والمساعدات الملاحية. وأكدت السلطة أن سلامة المواطن والطيران المدني تمثل أولوية قصوى.
وقد تم تكليف فريق تفتيش متكامل من إدارات السلامة، أمن الطيران، الملاحة الجوية، وعمليات الطيران للعمل تحت ظروف صعبة لضمان استيفاء المطار لجميع المعايير الدولية.
جهود إعادة التأهيل والتشغيل
شملت عمليات إعادة التأهيل إصلاح أنظمة الملاحة والاتصالات الجوية، ومعالجة النواقص الفنية، واستعادة الاتصال بمحطات المطارات داخل السودان. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أصبح مطار بورتسودان والمطارات الولائية البدائل الوحيدة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
تصريحات رسمية: بداية جديدة لقطاع الطيران
وصفت سلطات مطار الخرطوم الحدث بأنه “خطوة مهمة في مسار تعافي قطاع الطيران السوداني”، مشيرة إلى أن تدشين المطار يمثل عودة تدريجية للحركة الجوية من العاصمة، ويعكس جهود الحكومة في إعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.