السودان

معادلة عسكرية وتغيرات جديدة ستحكم حرب السودان

المسيرات تستهدف تَنْدَلتى بعد ساعات من زيارة البرهان للمدينة

كتبت : د.هيام الإبس

 

معادلة عسكرية وتغيرات جديدة ستحكم حرب السودان

تطورات لافتة شهدها الصراع بالسودان، دفعت خبراء ومراقبين إلى القول بأن “معادلة عسكرية جديدة” ستحكم الحرب فى الفترة المقبلة.

 

أعلنت مصادر محلية إن قوات الدعم السريع هاجمت بعدد من المسيرات الانتحارية اليوم الأحد مدينة تَنْدَلتى غرب ولاية النيل الأبيض، بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان للمدينة.

وأعلنت المصادر ، إن الدفاعات الجوية للجيش السودانى فى المدينة تصدت للمسيرات، فى عدد من المواقع بسماء المدينة.

ويأتى استهداف قوات الدعم السريع للمدينة بالمسيٌرات، بعد ساعات من زيارة قام بها البرهان للمدينة، وشملت زيارته، أيضا، مدينة أُم رُوابة المجاورة، التى أعلن الجيش سيطرته عليها من الدعم السريع أول أمس.

 

وخلال الأسابيع الأخيرة، استعاد الجيش مواقع حيوية ومدناً استراتيجية، فيما تحدث قائد قوات “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو “حميدتى”، عن أوامر جديدة سيتلقاها القادة الميدانيون فى جبهات القتال.

وسيطر الجيش السودانى، فى 11 يناير الماضى على مدينة “ود مدنى”، عاصمة ولاية الجزيرة وعدة مدن فيها، كما استعادت قواته مقر “القيادة العامة” للجيش فى وسط الخرطوم.

وقُتل عدد من المدنيين فى الخرطوم وسط تبادل طرفى الحرب الاتهام بتحمل المسؤولية عن قصف مناطق فى العاصمة.

 

حرب متنقلة

 

وقال الكاتب والمحلل السياسى، محمد الأسباط، إنه بعد استعادة الجيش السودانى السيطرة على مناطق استراتيجية ومهمة فى الخرطوم، وولاية الجزيرة، وما تبعه من توجه أعداد كبيرة من قوات “الدعم السريع” غرباً إلى دارفور، من المتوقع أن تتحول الحرب إلى مناطق أخرى فى السودان، واللجوء إلى استراتيجيات وتكتيكات مختلفة”.

وأضاف الأسباط: “لا يستطيع أحد أن يتنبأ بالخطوة التالية، فإن هذه الحرب تدور بتكتيكات وآليات وأدوات لم يشهدها السودان ابدا طوال تاريخه الحديث”.

 

تغيير موازين القوى

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسى، خالد عبدالعزيز، إن تغييراً كبيراً حدث فى توازن القوى فى الحرب وسط السودان لصالح الجيش، لكن خطاب حميدتى الأخير يشير إلى محاولة “الدعم السريع” القيام بعمليات عسكرية فى مناطق أخرى باستخدام المسيٌرات أو أنواع جديدة من الأسلحة، مضيفاً : “من الصعب التنبؤ بما سوف يحدث فى الحرب بصورة دقيقة لكن من الواضح أن هناك معادلة عسكرية جديدة”.

 

استراتيجية جديدة

فى السياق، اوضح الكاتب والمحلل السياسى أنور سليمان، إن “التغييرات العسكرية على خريطة العمليات والسيطرة العسكرية تقرب المشهد إلى ما كان عليه قبل 15 أبريل 2023، أى قبل سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة وانتشارها فى وسط السودان”، لافتاً إلى أنه حتى الآن لم تتضح الاستراتيجية الميدانية الجديدة لقوات الدعم السريع.

وتوقع سليمان، أن تعود قوات الدعم السريع إلى العمل وفق ما كانت تتبعه قبل أبريل 2023، بحيث تتمركز فى وضعية أقرب للدفاع وترصد تحركات الجيش مع التركيز على حماية مكتسباتها العسكرية فى ولايات غرب السودان والسيطرة على نقاط حاكمة فى العاصمة الخرطوم.

 

فى الأثناء، قال مستشار قائد قوات “الدعم السريع”، الباشا محمد طبيق، إن خطاب “حميدتى” يتزامن مع انتصارات حققتها قوات الدعم السريع على الجيش السودانى فى العاصمة الخرطوم، مشدداً على أن المرحلة المقبلة ستشهد متغيرات فى المعادلة الميدانية على الأرض.

وأوضح فى حديثه مع راديو “سبوتنيك”، أن “القوات خاضت أربع معارك حققت فيها انتصارات كبيرة وتم تدمير عدد من الدبابات والاستيلاء على مركبات قتالية”.

وأكد أن “قوات الدعم السريع تتمركز فى مناطق مهمة جداً واستراتيجية داخل العاصمة، فى الخرطوم بحرى”، مشيراً إلى أن قواته “تحاصر سلاح الإشارة، وداخل سنتر الخرطوم والقصر الجمهورى، ومحاصرة للقيادة العامة والدفاع الجوى، بخلاف المناطق الأخرى التى تتقدم بها فى عموم البلاد، سواء الفاشر أو الصحراء والنيل الأزرق والجزيرة وشمال كردفان”.

وأقر مستشار قائد قوات الدعم السريع بأن الجيش السودانى “دخل مدينة أم روابة”، ولكن ف الوقت نفسه، أشار إلى أن قواته “ما زالت موجودة فى مناطق عديدة هناك وتحاصر مدينة الأبيض”، مشدداً على أن “قوات الدعم السريع تملك أدوات تجعلها تحقق انتصارات كبيرة”.

المسيرات تستهدف تَنْدَلتى بعد ساعات من زيارة البرهان للمدينة
المسيرات تستهدف تَنْدَلتى بعد ساعات من زيارة البرهان للمدينة
معادلة عسكرية وتغيرات جديدة ستحكم حرب السودان
معادلة عسكرية وتغيرات جديدة ستحكم حرب السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.