معارك طاحنة في شمال كردفان.. الجيش السوداني يستعيد مواقع والدعم السريع يرد بعنف

كتبت -د. هيام الإبس
تشهد ولاية شمال كردفان في السودان تصاعدًا خطيرًا في وتيرة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اندلعت مواجهات عنيفة لليوم الثاني على التوالي، وسط خسائر كبيرة للطرفين وتحركات عسكرية متواصلة برًا وجوًا. هذه التطورات تأتي في وقت حساس يشهد فيه السودان اضطرابات أمنية وسياسية متزايدة، ما يعكس تعقيد المشهد الداخلي وتعدد الأطراف المتصارعة.
تفاصيل المعارك في شمال كردفان
استمرت المواجهات في ثلاثة مواقع رئيسية بولاية شمال كردفان، حيث شن الجيش السوداني والقوة المشتركة هجمات مكثفة على مواقع الدعم السريع في الجزء الغربي من مدينة الأبيض، عاصمة الولاية. وأسفرت العمليات عن تدمير مركبات عسكرية وأسر مجموعات من عناصر الدعم السريع، فيما أجبر الأخير على التراجع حتى مدينة الخوي بولاية غرب كردفان.
كما نفّذ الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مناطق تحت سيطرة الدعم السريع، من بينها المزروب ومدينة بارا، في حين أعلنت قوات الدعم السريع أنها خاضت معارك شرسة في جبل أبو سنون وجبل عيسى والعيارة، مؤكدة تكبيد الجيش خسائر كبيرة والاستيلاء على عتاد ومركبات قتالية.
تقدم الجيش السوداني وحلفائه
أكد مكتب المتحدث باسم الجيش أن القوات المسلحة وحلفاءها حققوا تقدماً نوعياً في جميع محاور كردفان، وتمكّنوا من تأمين مواقع حيوية وإعادة الانتشار وفق خطة العمليات، مشيرًا إلى أن معنويات الجنود في أعلى مستوياتها. وفي سياق متصل، أعلنت قوات “درع السودان” المتحالفة مع الجيش عن إصابة قائدها أبو عاقلة كيكل إصابة طفيفة أثناء قيادته لمعارك منطقة أم سيالة، التي تُعد موقعًا استراتيجيًا يربط شمال كردفان بالنيل الأبيض والخرطوم.
الجنائية الدولية تطالب بالسجن المؤبد لكوشيب
في تطور قضائي بارز، طالبت المحكمة الجنائية الدولية بالسجن المؤبد لـ”علي كوشيب”، قائد ميليشيات الجنجويد السودانية، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية في دارفور بين عامي 2003 و2004. وتشمل الاتهامات القتل الجماعي، الاغتصاب، وأعمال عنف مروعة، حيث وُصف كوشيب بـ “قاتل الفأس المتعطش”.
وكانت المحكمة قد أدانته الشهر الماضي بـ 27 تهمة، فيما يطالب محاموه بحكم مخفف لا يتجاوز سبع سنوات، مؤكدين أنه لم يكن مسؤولًا رفيع المستوى في الميليشيات. وتُعد هذه المرة الأولى التي تصدر فيها المحكمة الجنائية الدولية حكمًا ضد مشتبه به بجرائم دارفور، المنطقة التي لا تزال تشهد أعمال عنف متجددة وسط الحرب الأهلية المستمرة.
خلفية الصراع في دارفور
فر كوشيب إلى جمهورية إفريقيا الوسطى في فبراير 2020 قبل أن يسلم نفسه لاحقًا، وسط مخاوف من تعاون الحكومة السودانية مع المحكمة الجنائية الدولية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الصراع في دارفور خلال العقدين الماضيين أسفر عن مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد 2.5 مليون آخرين، ما يجعل محاكمته حدثًا مفصليًا في مسار العدالة الدولية.




