(معلومة قرءانية): الإعجاز اللغوي والبياني في آيتين من القرءان
إعداد الشيخ/ محمد محمود عيسي
قال الله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ الآية رقم ٣٣ من سورة الأنفال.
هنا الجمال البياني الفائق في الآية في قول ربنا تبارك وتعالى (وما كان الّله ليعذّبهم وأنت فيهم) كلمة ليعذبهم فعل وليس إسما وجاء بالفعل لأن الفعل يدل علي الانتهاء بانتهاء السبب .فالله يمنع عنهم العذاب مادام الرسول لم يمت بعد فهو حي بينهم فحياة الرسول صلي الله عليه وسلم بينهم هي سبب في منع العذاب عنهم إلي أن لقي الله تبارك وتعالي.
أم في قول الله تبارك وتعالى ( وما كان الّله معذّبهم وهم يستغفرون)كلمة معذبهم إسما والإسم يدل علي الإستمرار فطالما هم يستغفرون الله فلا يعذبهم الله وذالك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلي يوم القيامة.
أما الأية الثانية فيه توضيح لمعنى خطأ عند غالبية المسلمين ،قال الله تعالى:﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ الآية رقم ٣٤ من سورة الأنفال.
كثير من المسلمين يفهمون بالخطأ كلمة (أولياءه) الأولي وكلمة (أولياؤه)الثانية في الآية علي أن الهاء عائدة علي المسجد الحرام يعني أولياء المسجد الحرام ولكن الصحيح أن الضمير يعود علي الله تعالي يعني أولياء الله تعالي وليس أولياء المسجد الحرام.
هذا ماوفقني الله إليه
والله أعلي وأعلم
الشيخ/محمد محمود عيسي
منشاة سلطان – منوف – المنوفية