معنى قول المفتي: أرجو أن يجوز
أوضح فضيلة الدكتور عبد المنعم ابراهيم عامر حفظه الله تعالى معنى كلمة “أرجو أن يجوز” والتي يفتي بها في بعض فتاويه أنه يفتي بها تبعا لأقوال الإمامين مالك وأحمد رحمهما الله حيثما يقولوا في بعض فتاويهم ‘أرجو إن كذا…..”
وأوضح أن هذا القول يكون حينما تكون في المسألة أدلة متجاذبة ولا يستطيع الإمام أن يفصل في المسألة بقولة واحدة راجحة.
وضرب فضيلته مثلا حينما سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن امام يختم القرآن في صلواته الجهرية فقال :أرجو أن يجوز لأن المسألة فيها أدلة متجاذبة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يختم وقال للمسئ صلاته اقرأ ما تيسر لذا قال الإمام أحمد أرجو أن يجوز ولم يجزم بالجواز.
ومسألة أخرى وهي مصافحة المرأة الأجنبية للرجل والعكس.
فالأصل فيها المنع وذلك لفعله وقوله صلى الله عليه وسلم.
أما فعله فلامتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك
روى البخاري في صحيحه عن عائشة: أن رسول الله – ﷺ – كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية: يقول الله تعالى: أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم (الممتحنة :12)، قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله – ﷺ – : ” قد بايعتك كلامًا ولا والله ما مسـت يده يد امرأة قط في المبايعـة، ما يبايعهن إلا بقوله: ” قد بايعتك على ذلك ” (رواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه ـسورة الممتحنة باب :(إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات).
وأما قوله
فقد ثبت عنه ﷺ- : “لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له”، وفي لفظ آخر عنده: “لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. قال المنذري: رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح، وقال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
على جانب آخر ذهب الحنفية إلى حرمة مصافحة الرجل للمرأة إذا كانت شابة ولو أمنت الفتنة، ما لم تكن هناك ضرورة، لكنهم أجازوا مصافحة العجوز التي لا تشتهى.
المفهوم من كلام السادة الشافعية عدم جواز مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية إلا بشرطين: أمن الفتنة، ووجود حائل إذا دعت الحاجة.
وذهب الحنابلة إلى عدم جواز مصافحة المرأة الأجنبية الشابة، أما العجوز فتجوز مصافحتها، وهناك رواية أخرى عن الإمام أحمد بالكراهة .
لهذه الأسباب يقول الائمة “أرجو أن يجوز ‘