بقلم:د.محمد صلاح شلبي
إن آيات الكتاب ليست طلسما يتلى ،ولكنها طب القلوب وشفاء الصدور وتنوير العقول ،أزالت عن القلب الران وعن الفكر القيود وعن العقول الحجب فانطلق الإنسان من الرقود والركون وانبعث جوالا في كون الله،يستكشف آياته ويتعرف على سننه .
يمكننا أن نلخص رسالة القرآن في الحرية والتحرير ،تحرير العقل والضمائر والرقاب .وليس هناك أوسع مدى لإطلاق العقل في ميدانه من كتاب يطالب المشرك بالبرهان وتتكرر فيه ألفاظ العقل والتفكر ويجعل إدراك الحقائق القرآنية والكونية منوطة بقوم يعقلون، كتاب يذكر شبهات الكافرين به كقولهم :(وقالوا لو نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)فرد عليهم بقوله:(أهم يقسمون رخمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم )
إن القرآن هو المكون للشخصية المسلمة فغير أفكارها ووجدانها أنزل ليعمل به أما حال أكثر الناس اليوم فهو كما وصفه الحسن البصري بقوله:أنزل القرآن ليعمل به ،فاتخذتم تلاوته عملا .
أى اقتصرتم على تلاوته وتركتوا العمل .إنه بناء دعامتاه العقيدة التي تقضي حاجة القلب وشوق النفوس،والشريعة التى تحكم المجتمع وتضبط حركة الناس لتحقيق مصالحهم وسعادتهم .
د.محمد صلاح شلبي
باحث وكاتب