الصراط المستقيم

مع القرآن في رمضان(٤) هل طرد آدم من الجنة؟

بقلم د.محمد صلاح شلبي

أهبط الله آدم من الجنة إلى الأرض ،بعد أن تاب عليه وعلى زوجه بكلمات ألهمه إياها (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه..)هذه الكلمات هى (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).

إذن آدم لم يهبط (مطرودا) ولا حاملا (للخطيئة)، بل أهبط (مغفورا له)،(مستخلفا في الأرض)، مزودا بالشوق إلى المعرفة الموصلة إلى الإيمان.

وقد علم المعرفة (الأسماء كلها) وهذه ميزة الإيمان عن طريق معرفة (أسماء) الوجود فعرف المسميات من كل شىء،فليس الاسم المقصود في الآية هو قسيم الفعل في اصطلاح النحاة بل المراد حقائق الأشياء وماهياتها وخصائصها المميزة.

فلم يكن الذي علمه الله إياه علم دين وذكر وتسبيح إنما كان علما بالأشياء ،فمدلول العلم في الإسلام ليس قاصرا على العلم الديني بل يتسع ليشمل كل المعارف الدينية والدنيوية ،فيأخذ طريقه إلى الجنة بجهده .

وفي هذا التعرف إشباع عقله ووجدانه معا.وقمة هذا التعرف تعرفه على رب هذه الأسماء ،الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد،ذلك القرب الذي هو فطري قهري غير مكتسب،فيلجأ إليه سبحانه عندما تواجهه معضلات الحياة ومتاعبها.

د.محمد صلاح شلبي

باحث وكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.