بقلم د.محمد صلاح شلبي
ومن عجائب القرآن وعجائبه جمة لا تنقضى،أنه عرض حجج الكافرين به وناقشهم نقاشا عقليا،بل حثهم أن يأتوا ببرهانهم ﴿… قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [البقرة ١١١]
ومن تلك النماذج التى عرضها القرآن تلك المحاورة العقلية :
(أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ (35) أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ (36) أَمۡ عِندَهُمۡ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمۡ هُمُ ٱلۡمُصَۜيۡطِرُونَ)
يسأل الله عز وجل هذا السؤال ليلفت أنظارهم ،ويعطى الإجابة عليه بكل الفروض العقلية، وهو ما يعرف فى علم المنطق بالسبر والتقسيم بمعنى اعطاء كل الفروض ثم اختبارها فرضا فرضا لنتوصل للجواب.
فالمسألة محل النقاش :من خلق الإنسان والكون؟
والفروض العقلية المحتملة ثلاثة:
الأول:خلقوا من غير شىء(عدم)،(صدفة)
الثاني:أنهم خلقوا أنفسهم
الثالث:لهم خالق
واختبار البدائل (الفروض) يقول:
الاحتمال الأول:ترده البديهه
الاحتمال الثانى:احتمال باطل عقلا ،إذ لازمة العقل أنهم ليوجدوا أنفسهم أن يكونوا مخلوقين قبل كونهم مخلوقين وهذا استدلال باطل ،
فبقى الاحتمال الثالث وهو أنهم والكون من خلق الله تعالى.
د.محمد صلاح شلبي
كاتب وباحث