أراء وقراءات

مع القرآن في رمضان (14) الآخر في القرآن (2)

بقلم / د.محمد صلاح شلبي

هل الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم من أهل الديانات :الحرب حتى يأتي داعى السلم ؟أم الأصل في علاقة المسلم بغيره هو السلم حتى يأتي داعي الحرب؟

وضع الإسلام مجموعة من المبادىء لتقرير طبيعة تلك العلاقة ،أجمعها قوله تعالى :

﴿لَّا یَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِینَ لَمۡ یُقَـٰتِلُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَلَمۡ یُخۡرِجُوكُم مِّن دِیَـٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ﴾ [الممتحنة ٨]

وكلمة البر في اللغة هى من أجمع كلمات اللغة العربية لكل معاني الخير،في صوره الحسية والمعنوية والعملية والقولية.

ومن مبادئه في الاجتماع البشري قوله تعالى :﴿وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰۖ وَلَا یَزَالُونَ مُخۡتَلِفِین ..إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَ ٰ⁠لِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِینَ﴾ [هود١١٨- ١١٩]

أى للاختلاف خلقهم في إحدى تأويلاتها.

أما الجانب التطبيقي العملي فإنه مثير للعجب وفريد في تاريخ العلاقات الدولية وذلك أن النبي ،صلى الله عليه وسلم ،في كل مغازيه السبعة والعشرين كان دافعا لعدوان واقع أو عدوان متوقع .

ومن روائع هذا التطبيق ،إباحة طعام أهل الكتاب وإباحة زواج المسلم من الكتابية ،ولا شك أن هاتين الإباحتين لهما عمق اجتماعي لا يخفى على كل ناظر .

أما مسألة النهى عن الولاء التى يروجها الصيدلاني إياد قنيبي ويظن بعض الناس أن النهي عن الولاء نهى عن التعارف والتعاون والبر ،فالأمر ليس كذلك ،فالموالاة :محبة ومناصرة ولا شك أن الإنسان ذا العقيدة لا يميل عن ذوي عقيدته قلبا ونصرة مع غيرهم عليهم ،فالمنهي عنه هو موالاتهم لدينهم.

مع القرآن في رمضان (14) الآخر في القرآن (2) 4

د.محمد صلاح شلبي

كاتب وباحث

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.