بقلم / د. محمد صلاح شلبى
جعلوا الإيمان ما استقر في القلب وإن لم يتحول إلى منهج عملي تطبيقي وذلك هو المدلول اللغوي للفظ الإيمان ،وقد مد الشرع مدلول الإيمان من التصديق المجرد إلى العمل ،فالمقصود الشرعي من الإيمان ليس مطلق الإيمان (الإيمان غير المقيد بعمل)بل بالإيمان المطلق (تصديق وعمل)
لذلك قرن الله الأمر بالعبادة والنهي عن أنواع الفساد مقرونا بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ، فقال تعالى :
(وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (85) ) سورة الأعراف
فالإيمان باعث العدل وإصلاح الأرض ،فلا تلتفتوا لمن يدعى الإيمان ويعيث في الأرض فسادا ،فإن الله قد أدخل الفساق والمنافقين في مطلق الإيمان وهو الإيمان اللغوي الذي هو التصديق فقط ،أما الإيمان المطلق فهو الذي وعد صاحبه بالجنة.
د.محمد صلاح شلبي
كاتب وباحث