أراء وقراءات

مفاتيح التعايش ( 1) التنوع والتكامل


 

خلق الله سبحانه وتعالى الناس مختلفين، هذا الاختلاف هو إثراء للحياة، عندما يتكامل الناس معاً، فيعطون للحياة جمال وبناء ومعنى، ولا مفر من تقبل فرضية التنوع والاختلاف، والأولى هو البحث عن آليات التعايش المشترك في ظل ما خلقه الله سبحانه وتعالى، لتسير الحياة سيرها الطبيعي في مجرى التاريخ الإنساني، حيث تتراكم المعرفة البشرية، وتزداد باطراد، وتصبح في متناول البشر جميعاً.

فالتعايش المشترك هو تعايش بين مختلفين لا بين متشابهين، المتشابهون لا يضيفون قيمة جديدة للحياة، بل يكررون نفس الشئ، ويعيشون في زاوية واحدة من الحياة، وتصبح آفاق الحياة الأخرى غير مرئية لهم، وكأنها نقط عمياء، لا يرونها ولا يدركونها إلا عندما ينظرون بعيون أخرى غير عيونهم، وعقول أخرى غير عقولهم.

التنوع في الحياة هو الذي رسم لوحة للجمال تفوق وصفها، فحيثما نظرت في المخلوقات كلها، هالَكَ جمال وتكامل تنوعها، في الجماد والحيوان والنبات والحشرات والإنسان وغير ذلك، فالكون كله لوحة تنبض بالجمال للعين، والمشاعر للقلب، والفكر للعقل، وكأنها تقول للإنسان في كل مكان، إن أردت الحياة الحقيقية، فالتنوع والتكامل هما من أهم مفاتيحها.

والتنوع ليس لقطة ثابتة في الحياة، بل عملية متجددة ومتغيرة في كل لحظة، عبر الزمان المكان.

 

بقلم: الدكتور أمين رمضان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.