البحث العلمى

مفهوم الكون الكبير ..(35) أعداد الملائكة وأسماؤهم

بقلم: د.سعد كامل 

أعداد الملائكة:

صنف الصلابي (2010) حول هذا العنوان فصلا في كتابه عن الإيمان بالملائكة، ونلاحظ أن المتكلم في هذه القضية لا يستطيع أن يناقش ما ورد من نصوص شرعية حول أعداد الملائكة الكرام دون الخوض في الأعمال التي وكلها الخالق تبارك وتعالى لهذه المخلوقات المكرمة، فأعمال الملائكة الواردة في النصوص الشرعية تتضمن: (1) عبادة الله تعالى، (2) تدبير أمر الملكوت، (3) تدبير أمر المكلفين من الخلق، هذه الأعمال يتفرع عنها أعمال متعددة، وكل عمل فرعي يشتمل على أعداد من الملائكة الكرام لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى العليم الخبير بأعظم جنود الملك والملكوت (… وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31 – المدثر))… وعلى ذلك يمكننا استعراض بعض النصوص الشرعية حول أعداد الملائكة فيما يخص أعمال الكون الكبير، مع المرور بعد ذلك على أسماء الملائكة الكرام.

-روى الشيخان في حديث الإسراء قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم)) ، فكم عدد الأيام منذ بدء الخلق حتى يوم القيامة؟ وكم سيكون حاصل ضرب سبعين ألفا في عدد الأيام؟ إن الناتج سيكون رقما فوق كل خيال، ولا يعلمه حقا وصدقا إلا الخالق عز وجل.

-أما عن عدد الملائكة الذين يأتون بجهنم يوم القيامة فيقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: ((يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)) فهذا أحد أعمال الملائكة يوم القيامة يقوم به أربعة مليارات وتسعمائة مليون من الملائكة الكرام… فكم يكون العدد الإجمالي للملائكة في أعمال يوم القيامة الأخرى؟ وفي غير ذلك من الأعمال؟

-أما عن عدد الملائكة في السماء فقد ورد في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني قوله صلى الله عليه وسلم: ((إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحُق لها أن تئط، ما فيها من موضع أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا))، والأطيط هو صوت الرحل إذا كان عليه حمل ثقيل، فالسماء لها صوت ناتج عن ثقل الملائكة عليها. وقد ذكرنا في مقال أبعاد الكون من هذه السلسلة (المقال رقم 10) أن نصف قطر الكون المرئي يمثل وحدة مسافات كونية واحدة (وم ك) وأن المسافة بين كل سمائين تساوي 1 وم ك، وأن كثف كل سماء كذلك، فلنتخيل أبعاد السماوات، ولنتخيل أعداد الملائكة في هذه السماوات بناء على هذا الحديث الشريف… والإجابة معروفة: لا يعلم ذلك العدد إلا الله تبارك وتعالى.

أسماء الملائكة:

أما عن أسماء الملائكة عليهم السلام، فهي مرتبطة أيضا بأعمال الملائكة المذكورة أعلاه، فالملائكة المشار إليهم في حديث أطت السماء (أعلاه) يمثلون المجموعة الأولى من الملائكة المكرمون وهم الملائكة المخلوقون لعبادة الله تعالى بالإيمان به وحمده وتمجيده والثناء عليه بما هو أهله (القصير، 2016)، وفي رواية من ذلك الحديث: ((أنهم لا يرفعون رؤوسهم إلى يوم القيامة، فإذا رفعوها نظروا إلى الله عز وجل فقالوا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك)).

أما المجموعة الثانية من الملائكة المكلفون بتدبير أمر الملكوت -علويه وسفليه وما بينهما- وما فيه من مخلوقات وعوالم غير مكلفة، فأعمالهم كثيرة ومسؤولياتهم كبيرة، وهم مجموعات، لكل مجموعة اختصاص (القصير، 2016) ويمكن ذكر بعضهم كما يلي:

  • الملائكة المكلفون بحمل العرش وعددهم ثمانية.
  • الملائكة المقربون وهم الذين حول العرش.
  • الملائكة المكلفون بتبليغ الوحي إلى حيث أمر الله سيد ملائكته جبريل.
  • خزنة الجنة، وسيدهم رضوان.
  • خزنة جهنم، وسيدهم مالك.
  • ملائكة الأرواح وسيدهم إسرافيل.
  • ملائكة الأرزاق وسيدهم ميكائيل.
  • الملائكة المكلفون بحفظ السماوات.
  • الملائكة المكلفون بالرياح والسحاب.
  • الملائكة المكلفون بالجبال.
  • الملائكة المكلفون بالنبات.
  • الملائكة المكلفون بالبحار.
  • الملائكة المكلفون بأمور الحوت والطيور والدواب، ونحوها من الأمم والعوالم التي لا يحصيها إلا الله تعالى.

أما المجموعة الثالثة وهم الملائكة الموكلون بتدبير أمور المكلفين من الخلق (الجن والإنس)، وهؤلاء لهم صلة كبيرة بالمكلفين من الخلق في حياتهم وبعد مماتهم، فلهم المهمات التالية (القصير، 2016):

  • حفظ بني آدم، وهو من وظيفة الملائكة المعقبات.
  • حفظ أعمال بني آدم، وهو من وظيفة الكرام الكاتبين.
  • الملائكة السياحين وهم الذين يسيحون لالتماس مجالس الذكر وحلق العلم.
  • ملائكة الروح الذين ينفخون الأرواح في الأجنة في الأرحام، ويقبضونها عند انتهاء الآجال.
  • الملائكة الذين يسددون ويعينون المكلفين على الخير ويمدون المجاهدين المتقين.
  • كُتَّاب الناس يوم الجمعة على أبواب المساجد الأول فالأول.
  • ملائكة الصلاة على المصلين مدة انتظارهم لصلاة الجماعة.
  • ملائكة فتنة الأموات في القبور.

وقد قدم الصلابي (2010) عرضا موجزا لأسماء الملائكة الكرام مع تصنيف هذه الأسماء إلى أسماء عامة تشمل جميع الملائكة بأوصاف عامة، وإلى أسماء خاصة تشمل رؤوس الملائكة المكرمين وتشير إلى أهم وظائفهم عليهم جميعا السلام، وقد قام كاتب هذه السطور بتلخيص ما عرضه الشيخ الصلابي  من أسماء للملائكة الكرام على صورة المقال الرئيسية أعلاه.

الخاتمة:

ناقش المقال عدد الملائكة مع ضرب أمثلة من الأعمال التي يشارك فيها أعداد هائلة منهم، وذلك يؤكد الكثرة الكاثرة لهؤلاء الخلق الكرام الذين لايحصيهم إلا ربهم سبحانه وتعالى. ثم ختم المقال بذكر أسماء الملائكة العامة والخاصة والتي ترتبط بقوة بالأعمال التي كلفهم الله سبحانه وتعالى بها.

المراجع: 

-الصلابي، ع (2010): سلسلة أركان الإيمان، (2) الإيمان بالملائكة، مركز الكتاب الأكاديمي، 213ص.

-القصير، ع. ص. (2016): أعمال ووظائف الملائكة، موقع الألوكة.

بقلم: د.سعد كامل

أستاذ مشارك في الجيولوجيا – الإسكندرية – مصر

saadkma2005@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.