أراء وقراءات

مفهوم الكون الكبير (9) استكمال مخطط الكون الكبير

بقلم/ د.سعد كامل

يعتبر التفكر في مفهوم الكون من أوسع أبواب التفكر، فهو ديدن أولي الألباب الذين ذكرتهم آيات التفكر في سورة آل عمران: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) ((الآية191)) فأولي الألباب يتفكرون في خلق السماوات والأرض، ثم يقرون بأن الله سبحانه لم يخلق هذا باطلا فيعوذون به سبحانه من عذاب النار، ويرى الباحث الحالي أن أولي الألباب بعد أن يعرفوا أن الجنة موجودة في السماوات العلى، وأن النار موجودة في أسفل سافلين… فيأتي منهم الإقرار بأنه سبحانه ما خلق تلك الجنات في السماوات العلى باطلا، وهذا نوع راق من الأدب في الطلب بأن ينعم الله عليهم بدخولها -اللهم آمين-، ثم يتعوذون من النار والعياذ بالله.

ويتضافر التفكر في خلق السماوات والأرض مع التفكر في معجزات الله في النفس البشرية، وهذا ما تذكره الآية 8 من سورة الروم: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)، فهذه الآية تجعل التفكر في الأنفس مرتبطا بالتفكر في خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق.

ويقر كاتب هذه السطور أنه عندما حبس نفسه خلال السنوات القليلة الماضية على التفكر في القوى السائدة في الكون، وبدأ يتجول بين مفاهيم الكون والملكوت: فإن كاتبنا كان كلما انتقل من مفهوم إلى آخر يجد آفاق التفكر تتسع أكثر وأكثر، بل يمكن القول أن كاتبنا تيقن من حقيقة كبرى وهي أن التفكر يعتبر نوع خاص من البحث والتنقيب عن حقائق الكون، فمن يشرح الله قلبه لمعرفة بعض الحقائق فإنه يحلق عاليا في ملكوت الله، ويلمس بقلبه عظمة ذلك الخلق الكبير وعظمة الخالق سبحانه وتعالى.

استكمال مخطط الكون وتعديل نموذج بنية السماوات للسمان والألوسي:

عرضت المقالات السابقة نموذج السمان (2017) عن بنية السماوات السبع والأرضين السبع (شكل 1)، كما أشارت تلك المقالات إلى التوافق التام بين هذا النموذج وبين مفهوم بنية السماوات السبع والأرضين السبع الذي ذكره الإمام الألوسي في تفسير روح المعاني للآية 12 من سورة الطلاق: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)، وهذا يؤكد على ثراء كتب التراث الإسلامي بالكثير من المفاهيم التي تحتاج لمن يستخرجها من بين طيات الكتب، ويمزجها بالحقائق العلمية التي وصل البشر إليها في العصر الحاضر، وذلك للوصول إلى مفهوم متكامل للكون الكبير… ومما لا شك فيه أن هذا البحث وذلك التنقيب يعتبر من أوسع أبواب التفكر بحثا عن أدلة مفهوم الكون، وقد نتح عن ذلك التفكر تغييرات أو إضافات على نموذج السمان والألوسي لبنية السماوات والأرضين، ويمكن تحديد أهم النقاط التي نتجت عن التفكر في مفهوم الكون إضافة أو تغييرا على نموذج السمان بالنقاط التالية:

مفهوم الكون الكبير (9) استكمال مخطط الكون الكبير 2

شكل (1): مخطط تخيلي لبنية السماوات السبع والأرضين السبع وفقا للسمان (2017) والألوسي (1802 – 1853).

((لو الشكل غير ظاهر فضلا إضغط على الفراغ أعلى هذا السطر))

 

1)  الكرة الأرضية ليست من الأرضين السبع:

يُعتبر نموذج السمان (2017، شكل 1) لبنية السماوات السبع والأرضين السبع أحد نواتج التفكر في مفهوم الكون، وقد انطلق السمان (2017) من الإشارات القرآنية والنبوية التي تشير إلى عظمة خلق الكون من حيث أن السماوات وكذلك الأرضين كل منهما سبع بينها مسافات شاسعة، وأن السماوات أسقف شديدة الصلابة ولها أبواب، كما جمع بين السماوات السبع والأرضين السبع في تصور واحد يوصف بالكرات متحدة المركز، بحيث تمثل الكرة الأرضية (وفق نموذج السمان والألوسي) مركز الكون والأرض الأولى، يعلوها الكون المدرك (السماء الدنيا) ثم السقف الأول أو السماء الأولى، وأعلى السماء الأولى تأتي الأرض الثانية، ثم فراغ مماثل للسماء الدنيا فالسماء الثانية، وهكذا حتى تكون الأرض السابعة فوق السماء السادسة، وفوقها خلاء يليه السماء السابعة… ويتوافق تفسير الألوسي (روح المعاني) للآية 12 من سورة الطلاق مع نموذج السمان (2017) بشكل تام.

وتجب الإشارة هنا إلى أحد الأبعاد الفلكية في فهم نموذج السمان (2017) وهو أن النموذج يشير إلى السماوات السبع موضحا أنها أسقف أو قشرات كروية تحيط بالكرة الأرضية، وذلك يتفق مع وصف السلف الصالح لتلك السماوات التي تحيط بالأرض من كل جانب في شكل طبقات متتابعة وليست مماسة، والبعد الفلكي المراد توضيحه هو أننا نتكلم هنا عن المعنى الفلكي لكلمة السماوات، فالإنسان الذي يقيم على النصف الشمالي من الكرة الأرضية ستكون السماوات فوقه أو أعلاه، وأيضا الإنسان الذي يقيم على النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ستكون السماوات فوقه أو أعلاه باعتبار أن وضعه الفلكي يعتبر معتدلا بالنسبة لنفسه حتى لو كان مقلوبا بالنسبة لأخيه الذي يقيم على النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وبناء على ذلك يمكننا القول أن السماوات السبع تحيط بالكرة الأرضية أو بالكون المدرك إحاطة تامة، وفوق كل منها أرضا أخرى غير الكرة الأرضية.

وقد لاحظ كاتب هذه السطور اختلافا طفيفا بين نموذج السمان (2017) وبين تفاصيل رحلة المعراج التي وردت ضمن روايات حديث الإسراء المتواترة، التي يذكر الإمام ابن كثير (في تفسيره للآية الأولى من سورة الإسراء) أنها وردت عن أكثر من عشرين من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ويؤكد أن حديث الإسراء قد أجمع عليه المسلمون وأعرض عنه الزنادقة والملحدون… وقد ذكر ابن كثير في عرض موجز لرحلة المعراج أن الرسول صلى الله عليه وسلم استقبله في كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى مر بموسى الكليم في السماء السادسة، وإبراهيم الخليل في السابعة.

وتذكر الروايات أن نبي الله كان في صحبة جبريل عليه السلام يصعدان بين كل سماء وسماء، ثم يستأذن جبريل أهل كل سماء فيؤذن له ومعه النبي الكريم، ونلاحظ أن أهل كل سماء يسكنون فوق هذه السماء، فتكون الأرض الأولى فوق السماء الأولى، ثم الأرض الثانية فوق السماء الثانية وهكذا حتى تكون الأرض السابعة فوق السماء السابعة وفوقها عرش الرحمن…. من هنا يستنتج كاتب هذه السطور أن الأرضين التي تعلو السماوات تعتبر سبعة أرضين، وأنه ليس من ضمنها الكرة الأرضية (اتفاقا أيضا مع عمري، 2004)، ويوضح مخطط الكون المقترح في البحث الحالي (صورة غلاف المقال) ذلك في صورة بسيطة، كما يمكن ملاحظة التماثل بين السماوات السبع (لأعلى) والأرضين السبع (لأسفل) على ذلك المخطط… وسوف نناقش في المقالات القادمة بإذن الله التطبيق الفعلي لهذا المفهوم من حيث الأبواب الثمانية للجنة والأبواب السبعة للنار.

2)  مصطلح السماوات ومصطلح الأرض في القرآن الكريم:

تمت الإشارة أعلاه إلى أن نموذج السمان (2017، شكل 1) يقدم مفهوما للمعنى الفلكي للسماوات السبع التي تحيط إحاطة تامة بالكرة الأرضية من كل جانب، ويوضح أيضا أن تلك السماوات تمثل أسقفا يعلو كلا منها أرضا، وقد جاء في أضواء البيان ضمن تفسير الآية 12 من سورة الطلاق، حول معنى قوله تعالى (ومن الأرض مثلهن): ” فاختُلِف في المثلية فجاء عن ابن عباس أنها مثلية تامة عددا وطباقا وخلقا”؛… من هنا يختار البحث الحالي ما اختاره -ابن عباس رضي الله عنه- حول تماثل السماوات العلى مع السماوات السفلى (أو الأرضين) في العدد والطباق والخلق.

كما نلاحظ عند مطالعة الآيات القرآنية، وعند دراسة التفسير نلاحظ أن القرآن الكريم يستخدم مصطلح “الأرض” للإشارة إلى الجزء السفلي من السماوات السبع، كما أن القرآن الكريم يستخدم مصطلح “السماوات” و “السماوات العلى” للإشارة إلى الجزء العلوي لتلك السماوات، ومن أمثلة ذلك ما ذكره ابن كثير ضمن تفسير قوله تعالى من سورة الفرقان: ((الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)) (الآية 59) حيث جاء في التفسير: “(الذي خلق السماوات والأرض) أي هو خالق كل شيء وربه ومليكه، الذي خلق بقدرته وسلطانه السماوات السبع في ارتفاعها واتساعها، والأرضين السبع في سفولها وكثافتها”، فهو هنا يقصر معنى كلمة السماوات على جهة العلو، ويحدد كلمة الأرضين أنها تشير إلى جهة السفل، وهناك العديد من الإشارات القرآنية التي تشير إلى هذين المصطلحين بنفس المفهوم، بالتالي يجب الانتباه إلى المقصود في كل آية من الآيات التي تذكر السماوات والأرض: هل المقصود هو المعنى الفلكي (اللغوي) أم المعنى الاصطلاحي القرآني المشار إليه هنا.

وعليه يمكن فهم الآثار التي تشير إلى أن الجنة في السماء وأن النار في الأرضين على أنها تشير إلى المعنى الاصطلاحي القرآني للسماء لأعلى وللأرض لأسفل، ومن هذه الآثار ما أخرجه ابن خزيمة وابن أبي الدنيا عن قتادة: “كانوا يقولون: الجنة في السموات السبع، وإن جهنم في الأرضين السبع”، فالجنة بنعيمها في السماوات السبع العليا الأقرب إلى العرش تكريما لأصحابها، والنار في الأرضين السبع أي السماوات السبع السفلى بعيدا عن العرش تقليلا من شأن أصحابها وإمعانا في العذاب والعقاب. ومن ذلك يقول الشيخ محمد صالح المنجد: “والحاصل: أن الجنة فوق السماء السابعة، وسقفها العرش، وأن النار في الأرض السابعة على الصحيح المعتمد”… وسوف يستعرض الباحث الحالي المزيد من النصوص الشرعية التي تناقش الأمور المرتبطة بهذه النقطة من مكونات الكون في المقالات التالية بإذن الله.

-وقد ورد عن الحسن البصري قوله: “خلق الله سبع سماوات طباقا على سبع أرضين، بين كل أرض وأرض، وسماء وسماء خلق وأمر”.

-وقد ورد عن الحسن أيضا قوله: “سبع سماوات طباقا أي متشابهة هذا مطابق لهذا أي شبيه به، أو بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها فوق بعض، بين كل سماء وأرض خلق وأمر” الدر المنثور: ج 14، ص 564.

ويمكن القول أن هذين القولين للإمام الحسن البصري يتضمنا كلا من المعنى الفلكي والمعنى الاصطلاحي للسماوات، فالنص الأول يشير إلى المعنى الفلكي للسماوات في شطره الأول بقوله أنهن سبع سماوات على سبع أرضين، وفي الشطر الثاني منه يشير إلى المعنى الاصطلاحي القرآني للسماوات حيث يميز ما بين كل أرض وأرض عما بين كل سماء وسماء من الخلق والأمر… أما في النص الثاني فيشير إلى المعنى الفلكي للسماوات التي يعلو كلا منها أرضا حيث يشير إلى أن ما بين كل سماء وأرض خلق وأمر.

3) استكمال مخطط الكون المقترح:

يؤكد كاتب هذه السطور على أهمية نموذج السمان (2017، شكل 1) كأساس لتخيل المخطط المقترح للكون (صورة غلاف المقال)، وبالنظر إلى ما ذكره ابن كثير في تفسير آية الكرسي عن السدي: “السماوات والأرض في جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش” نجد أن المخطط يكتمل باعتبار أن الكرسي يحيط بالسماوات السبع التي تعتبر حلقة في فلاة بالنسبة للكرسي، ثم يأتي العرش الذي لا يقدر قدره إلا الله باتجاه العلو، وأن الكرسي -الذي يعتبر حلقة في فلاة بالنسبة للعرش- في جهة من العرش.

وبعد أيها القارئ الكريم؛ فنواتج التفكر حول مفهوم الكون الكبير ماثلة الآن بين أيديكم، ذلك المفهوم الذي يرتكز بشكل أساسي على نموذج السمان والألوسي لبنية السماوات السبع والأرضين السبع، ثم ينطلق إلى تعديل ذلك النموذج وفق الأمور المذكورة أعلاه، وسوف يتناول المقال التالي بعض الإشارات لأبعاد ذلك الكون الكبير التي تؤكد عظمة الخالق سبحانه وتعالى… وفي ختام هذا المقال يطيب لكاتبنا أن يعرض عليكم وجهة نظره حول كلمات الرسول الكريم (صاحب الرؤية) صلى الله عليه وسلم، تلك الكلمات التي تشير إلى أن كل سماء في التي فوقها تعتبر حلقة في فلاة، وأن السماوات السبع بأبعادها الهائلة تعتبر حلقة في فلاة بالنسبة للكرسي، وأن الكرسي بالنسبة للعرش يعتبر أيضا حلقة في فلاة.

هنا يقول الكاتب -الذي يرجو عفو ربه- أننا على الكرة الأرضية نبتعد عن الشمس مسافة 150 مليون كيلومتر، وبالتالي نرى الشمس في حجم رغيف الخبز المستدير، في حين أن الشمس أكبر حجما من الكرة الأرضية بمقدار مليون و300 ألف مرة، بالتالي فكلما ابتعد الشيء في الكون الواسع عنا فإننا نراه أصغر من حجمه الطبيعي… وعليه يعتقد كاتبنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصعد مع جبريل عليه السلام من سماء إلى سماء، وحيث أن المسافة بين كل سمائين تساوي نصف قطر الكون المدرك، فلابد أن يكون حجم السماء السفلى للناظر -عليه الصلاة والسلام- من تخوم السماء الأعلى، لابد أن تكون بمقدار حلقة في صحراء واسعة، وهكذا بالنسبة للناظر إلى الكرة الصغيرة التي تضم السماوات السبع من تخوم الكرسي ستكون حلقة صغيرة في صحراء كبيرة، وكذلك يكون الكرسي بالنسبة للعرش حلقة في فلاة، وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم…. والله أعلى وأعلم.

-عمري، حسين (2004): خلق الكون بين الآيات القرآنيّة والحقائق العلميّة، مؤتة للبحوث والدّراسات (سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعيّة)، المجلد 19، العدد 4 ، ص 11 –41 .

المراجع:

-مراجع التفسير والحديث الشريف المذكورة في النص.

-الألوسي (1802 – 1853): روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني، 30 مجلد.

-السمان، عبد الرحمن (2017) حول بناء السماوات والأرض، رؤية علمية إيمانية. المؤتمر العلمي الدولي الخامس بكلية اللغة العربية – جامعة الأزهر بالزقازيق، (آفاق الإعجاز في القرآن الكريم).

مفهوم الكون الكبير (9) استكمال مخطط الكون الكبير 3

بقلم: د.سعد كامل

أستاذ مشارك في الجيولوجيا – الإسكندرية – مصر

saadkma2005@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.