مقتطفات من خطبة الجمعة بالمسجد النبوي، لفضيلة الشيخ الدكتور: حسين آل الشيخ
كتب / زهير بن جمعه الغزال
۞نستبصر أسبابَ الهدى والفلاح، ووسائل العِزَّة والسَّعادة والصَّلاح من كتاب الله جل وعلا وسنَّة رسوله ﷺ.
۞آيتان من كتاب الله جلَّ وعلا تنير للأمةِ مواطن السَّلامة ومقومات الأمن وعناصر النجاة، ومتى أدركنا مفهومها بوعي وإدراك كامل، ونظر ثاقب، وجدناها ترسم طريقاً للخلاص من أسباب الهلاك والشقا، يقول تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
[ الأنفال: 53]
۞الإسلام في مصادره وأهدافه وغاياته، حدد الهدف لبني الإنسان ليحقق العبادة الشاملة لخالقه، وليعمر هذه الحياة بكل صالح ونافع، ولهذا أحدث في نفوس الصحابة رضي الله عنهم ما جعلهم أعظم المثل، فانتقلوا من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدَّارين، ومن سيء الأخلاق والمعتقدات إلى أحسنها وأفضلها وأكملها.
۞الواجب على المسلمين وهُم في وضع لا يخفى، أنْ يسعوا جادين للعمل بالأسباب الشرعية التي تصلح بها أحوالهم، وتسلم بها مجتمعاتهم من غوائل الشرور والفتن، ومن ذلك العمل الصادق لوحدة الصف ونبذ التفرق ومجانبة البغضاء، والبعد عن إثارة الفتن.
۞ مَنْ حفظ أوامر الله سبحانه والتزم بشرعه، حفظه الله سبحانه، وأسعده ونصره وأعَزَّه وأصلَحَ حاله، قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [سورة المؤمنون: 1]، وقال سبحانه: ﴿ ۞ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ [ الحج: 38]
۞الواجب على أمة الإسلام، كل وفق إمكاناته، أن يقوموا بكل سبب كوني دنيوي بما أنعم عليهم من واسع فضله ليحفظوا بإذن الله أمنهم وسلامة مجتمعاتهم، وفق أمر الله سبحانه القائل: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 60]، فكم للمسلمين من أعداء متربصين، ولدمار بلدانهم ساعين، ولإغواء شبابهم هادفين!!
۞لا مجال في الإسلام للخمول عن الإصلاح البناء، ولا مكان للكسل عن العطاء المستمر، والله جل وعلا قال: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: 105]، ورسولنا ﷺ قال: «أعوذُ بك من العجز والكَسل».
۞إنَّ من أعظم الجرائم في الإسلام الاعتداء على المسلمين في نفس، أو عرض، أو مال، فكيف إذا اجتمعت هذه الجرائم كلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]، فهل من عودة للصواب، ورجوع لمنطق الشرع والعقل! فما هذه ﴿الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185]
۞فاتَّقوا الله أيُّها المسلمون: وغيّروا من واقعكم لما يدعوكم إليه دينكم تفوزوا وتغنموا بكل خير.