احدث الاخبارالسودان

مقتل طاقم تلفزيون السودان في قصف للدعم السريع لمحيط القصر الجمهوري

كتبت – د. هيام الإبس

لقي ثلاثة من أفراد طاقم تلفزيون السودان الحكومي، بالإضافة إلى نقيب في الإعلام العسكري، مصرعهم جراء قصف نفذته طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع  اليوم الجمعة. واستهدف القصف محيط القصر الجمهوري في الخرطوم، حيث كان الفريق الإعلامي موجودًا لتغطية استعادة الجيش السوداني للمنطقة.

وأكدت مصادر رسمية أن الضحايا شملوا مخرجًا، مصورًا، وسائقًا، فيما أسفر الهجوم أيضًا عن إصابات بين عناصر الجيش السوداني. ووقعت هذه الحادثة وسط استمرار الاشتباكات في محيط القصر، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في العاصمة.

استعادة القصر الجمهوري تعزز السيادة الوطنية

أكد وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر أن استعادة القصر الجمهوري تمثل نقطة تحول رئيسية في المعارك الدائرة في الخرطوم، لما للقصر من رمزية سياسية وتاريخية. وأشار إلى أن الجيش السوداني نجح في استعادة عدة مناطق رئيسية في الخرطوم، بحري، وأم درمان، مما يعزز سيطرة الدولة ويعيد الأمل في تحرير العاصمة بالكامل من قوات الدعم السريع.

وأضاف الوزير أن تأمين القصر الجمهوري يمنح الجيش السوداني ميزة استراتيجية، حيث كان عناصر الدعم السريع يستخدمون المباني العالية المحيطة به، مثل الأبراج الكويتية، لاستهداف القوات المسلحة.

تحركات الجيش السوداني في الخرطوم وتأمين الجسور الحيوية

بالتزامن مع استعادة القصر، أعلن الجيش السوداني سيطرته على جميع الجسور الحيوية في العاصمة، باستثناء جسر خزان جبل أولياء، الذي يُستخدم كممر آمن للمقاتلين الراغبين في تسليم أسلحتهم. وتتيح هذه السيطرة حرية الحركة للقوات المسلحة وتعزز من قدرتها على التقدم نحو تحرير المناطق المتبقية في الخرطوم.

قوات الدعم السريع: “معركة القصر الجمهوري لم تنته بعد”

في بيان رسمي نشر عبر تطبيق تليغرام، أكدت قوات الدعم السريع أنها لا تزال تحتفظ بمواقعها في محيط القصر الجمهوري، مؤكدة أن المعارك مستمرة. كما زعمت القوات أنها نفذت عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعًا للقوات الحكومية داخل القصر، وأسفرت عن مقتل 89 جنديًا وتدمير عدد من الآليات العسكرية.

ويشير هذا التصريح إلى استمرار القتال العنيف في وسط الخرطوم، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى استعادة السيطرة على مواقعها الاستراتيجية السابقة.

الأزمة الإنسانية في السودان تتفاقم مع استمرار النزاع

مع دخول النزاع شهره الحادي عشر، حذرت المنظمات الدولية من تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث أدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. ويعيش السودان أكبر أزمتي جوع ونزوح في العالم نتيجة الحرب المستمرة، مما يزيد من تعقيد جهود الإغاثة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

خاتمة

يُعد تطور المعارك حول القصر الجمهوري في الخرطوم مؤشرًا على اشتداد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ومع استمرار التصعيد العسكري، تبقى الأزمة السودانية واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا على الساحة الدولية، مما يستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا لإنهاء الحرب وإنقاذ ملايين المدنيين المتضررين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى