مقتل وإصابة 34 فى هجوم عنيف على محلية كررى بأم درمان

وفاة 4 آلاف طفل وامرأة منذ اندلاع الحرب فى شمال دارفور
قصف مدفعى للدعم السريع يوقع 3 قتلى و20 مصاباً فى مدينة الأبيض
كتبت :د.هيام الإبس
العنف والاشتباكات المستمرة بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع، تؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال، باعتبارهم الحلقة الأضعف فى الصراعات المسلحة، ويدفع المدنيون الثمن الأكبر فى الحرب المشتعلة فى السودان، مع تزايد أعمال العنف، والاشتباكات، وتصعيد الدعم السريع لاستهدافها المتعمد للمدنيين.
وكشفت حكومة ولاية شمال دارفور، عن إحصائية لعدد القتلى من الأطفال والنساء جراء الاشتباكات، منذ اندلاع الحرب فى أبريل 2023 وحتى مارس الجارى.
وقال إبراهيم خاطر، المدير العام بوزارة الصحة فى شمال دارفور، إن عدد القتلى من الأطفال بلغ 2059، فيما قُتلت 2468 امرأة، منذ بداية الحرب فى 15 أبريل 2023 حتى 15 مارس 2025.
وأكد خاطر أن العدد الإجمالى للقتلى والمصابين ارتفع إلى 15,006 بسبب استمرار الاشتباكات فى الولاية، مشيراً إلى وجود أعداد كبيرة من الوفيات لم تصل إلى المستشفيات، بالإضافة إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين يومياً فى القرى الواقعة غرب وجنوب وشرق وشمال الفاشر، نتيجة استهداف الدعم السريع المستمر لمدينة الفاشر.
وأكد خاطر أن القطاع الصحى يواجه العديد من التحديات، أبرزها قلة الكوادر الطبية والصحية، نقص الإمدادات الدوائية، ضعف القدرة الاستيعابية للمستشفيات نتيجة خروج معظمها من الخدمة، بالإضافة إلى ندرة السلع الغذائية، وارتفاع أسعارها، وزيادة تكلفة الوقود.
فى سياق متصل، كشفت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم، عن وفاة عشر نساء أثناء الولادة، نتيجة توقف مستشفى بشائر جنوب الحزام، عن العمل بسبب تصعيد الأعمال العسكرية.
وتقع منطقة جنوب الحزام، التى تشمل أحياء الإنقاذ، الأزهرى، السلمة، ومايو، تحت سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع الحرب، وشهدت هذه الأحياء مواجهات عسكرية محتدمة.
وقال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، أحمد فاروق، إن الأوضاع الصحية فى المنطقة كارثية بعد توقف مستشفى بشائر، مما أدى إلى وفاة عشر نساء أثناء الولادة بسبب انعدام الخدمات الطبية.
وقررت منظمة أطباء بلا حدود الانسحاب من مستشفى بشائر وهو الوحيد العامل فى جنوب الخرطوم بعد تزايد اعتداءات الدعم السريع على الأطباء والمرضى واقتحامهم المتكرر للمستشفى.
وأوضح فاروق أن أكثر من خمس عيادات تعرضت للنهب، مما أجبر أكثر من عشرة أطباء على مغادرة المنطقة بعد تعرضهم لمضايقات وسرقة ممتلكاتهم.
فيما أعلنت حكومة ولاية الخرطوم عن ارتفاع عدد ضحايا القصف الذى نفذته الدعم السريع على محلية كررى شمال أم درمان، إلى 4 قتلى و30 مصابًا، غالبيتهم من الأطفال.
وأفاد إعلام الولاية فى بيان أن الدعم السريع، قصفت أثناء صلاة التراويح حارات الثورة الغربية بواسطة راجمة، وأن مستشفى النو لازالت تستقبل حالات إضافية.
وشمل القصف، أحياء مدنية أثناء تواجد الأطفال فى ميدان لكرة القدم، كما طال القصف المواطنين داخل منازلهم.
وقال فتح الرحمن محمد الأمين، مدير عام وزارة الصحة، إن القصف أسفر عن مقتل 4، رجل وسيدة وطفلان، إضافة إلى إصابة 30 آخرين، بينهم 18 طفلاً تتراوح أعمارهم بين (4 -12) سنة.
من جانبها ، أكدت شبكة أطباء السودان، أن ميليشيا الدعم السريع، شنت قصف مدفعى متعمد على أماكن وجود المدنيين، بمدينة الأبيض صباح الاثنين، وهو ما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة 20 آخرين بجروح وإصابات متفاوتة.
وأدانت شبكة أطباء السودان، القصف، ووصفته بالمجزرة، وقالت فى بيان رسمى :”تدين شبكة أطباء السودان عمليات القصف الصاروخى المتعمد للدعم السريع على مدينة الأبيض والذى تسبب فى مجزرة جراء استهداف القذائف الصاروخية لمنازل المواطنين ومواقع تجمعاتهم”.
وتابع البيان :”تعبر الشبكة عن بالغ أسفها لاستخدام قذائف مدفعية شديدة الانفجار على مواقع المدنيين، وهو انتهاك يتنافى مع كل القوانين الإنسانية والدولية ونهج تتبعه الدعم السريع لبث الرعب وسط المدنيين لتهجيرهم وهو ذات النهج الذى تنفذه فى كل من دارفور وأم درمان”.
وطالب أطباء السودان المجتمع الدولى والأمم المتحدة للضغط على الدعم السريع عبر آلياتها لوقف هذه الهجمات البربرية على المدنيين العزل، وفقاً للبيان.