مقتل 34 شخصاً في غارات بطائرات مسيرة على مستشفى في السودان
الأمم المتحدة تحذر من خطر الإبادة الجماعية في السودان

كتبت : د.هيام الإبس
حسام عيسى يعلّق على تصريحات “حميدتى” بشأن مصر
فسر مساعد وزير الخارجية المصري ومسؤول إدارة السودان السابق بالخارجية المصرية السفير حسام عيسى، حديث قائد قوات الدعم السريع المتمردة، محمد حمدان دقلو “حميدتى” حول مراجعة حساباته تجاه مصر، بأنها إدراك منه للثقل المصري ومحاولة لتجنب استفزاز الجار القوي.
وقال عيسى سفير مصر السابق في الخرطوم إن حميدتى يحاول تبرير تحركاته في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، مضيفاً أنها وسيلة براجماتية من أجل عدم استثارة جار إقليمي قوي له تأثير في هذه الظروف، مؤكداً أن مصر تراقب الموقف بكل دقة وفي المثلث الحدودي على وجه الخصوص.
كما أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق موقف مصر الثابت من عدم تورطها في أي حروب خارج حدودها وأنها لا تبادر أحداً بالحرب، وقال إن مصر موقفها ثابت أيضاً ولن يتغير من وقوفها مع الدولة السودانية ومؤسساتها وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية.
مشدداً على أن القوات المسلحة السودانية هي صمام الأمان في السودان، وأن وجود المليشيات والسلاح خارج سيطرة الدولة هو الذي يؤدي إلى التقسيم وعدم الاستقرار، وقال إن موقف مصر مبدئي من المليشيات عموماً وفي أي دولة، مستشهداً بما فعلته المليشيات في دول المنطقة والتي كانت سبباً في انهيار الحكومات المركزية بها، مضيفاً أن وجود المليشيا هو بداية تحلل أي دولة وتهديد أمنها القومي.
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري السابق إلى تصريح حميدتى السابق حول مشاركة الطيران المصري في عدد من المواقع السودانية.
وقال من المعلوم أن هذه استراتيجية في حالة الهزيمة وإيجاد محاولات للتبرير، مؤكداً أن هذه الاتهامات ليس لها أساس من الصحة، وأن حميدتى لم يأت بدليل عليها، وقال إن حميدتى يحاول أن يأمن شر مصر، وإنه يتعامل مع وجود قواته في المثلث الحدودي بحذر شديد، مؤكداً أن مصر لا تسعى لتدخل مباشر خارج حدودها، وإنها تسعى لحماية هذه الحدود من أي طرف.
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتى” قد أكد في خطاب له “الأحد” عدم وجود أي مشكلة من قبلهم مع دول الجوار، زاعماً أن قواته التي سيطرت على المثلث الحدودي تعمل على تأمين المنطقة التي تنتشر فيها بؤر الإرهاب والإجرام والمخدرات بجانب تأمين حدود دول الجوار ممثلة في مصر وليبيا وتشاد.
وأضاف لدى مخاطبته حشداً من قواته :” مشاكلنا مع مصر زرعها هؤلاء المجرمون ونحن راجعنا حساباتنا ولازم نحل مشكلتنا مع مصر عبر الحوار وعلى الطاولة وليس عبر المشاحنات”.
مقتل 34 شخصاً في غارات بطائرات مسيرة على مستشفى في السودان
فى سياق آخر ، أصدرت قوات الدعم السريع بياناً قالت فيه إن مستشفى في غرب كردفان تعرض لهجوم بطائرات مسيرة مساء السبت، ما أسفر عن مقتل 34 مدنياً، بينهم كوادر طبية، وإصابة العشرات.
وألقى البيان باللوم في الهجوم على القوات المسلحة السودانية، التي لم ترد بعد على هذا البيان. وكانت الاشتباكات المسلحة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع اندلعت في أبريل عام 2023، ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
من جهة أخرى، حذّرت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة الإثنين من أن خطر وقوع إبادة جماعية في الحرب الأهلية المدمرة في السودان لا يزال “مرتفعاً جداً”، وسط استمرار الهجمات ذات الدوافع العرقية التي تشنّها قوات الدعم السريع.
خطورة الهجمات المستمرة في السودان
وقالت فرجينيا جامبا وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمستشارة الخاصة بالإنابة للأمين العام أنطونيو جوتيريش، بشأن منع الإبادة الجماعية إن “الطرفين ارتكبا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.
وأضافت أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن “ما يقلق تفويضي بشكل خاص هو الهجمات المستمرة التي تستهدف مجموعات عرقية معينة، لا سيما في منطقتي دارفور وكردفان”.
وشددت على أن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المسلحة المتحالفة معها “تواصل شن هجمات بدوافع عرقية ضد قبائل الزغاوة والمساليت والفور”.
وحذّرت جامبا من أن “خطر الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في السودان لا يزال مرتفعاً جداً”.
وجاءت تصريحاتها بعدما رفضت محكمة العدل الدولية الشهر الماضي دعوى رفعها السودان ضد دولة الإمارات بتهمة التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية لدعمها المفترض لقوات الدعم السريع في الحرب، وهي اتهامات نفتها الإمارات.
وقالت المحكمة إنها لا تتمتع بالاختصاص القضائي للبت فى القضية.
واندلعت الحرب في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد 13 مليوناً فر منهم أربعة ملايين إلى الخارج، وأزمة إنسانية تعدّ الأسوأ في العالم وفق الأمم المتحدة.
انفجار الأوضاع داخل الدعم السريع
أنفجـرت أزمـة إثنيـة حـادة بين قيـادة مليشيا الدعم السريع وقيادات قبيلة البرقد فـي جنـوب دارفـور بسـبب رفـض الشـباب بالقبيلـة الإستنفار بالمليشيا وغـادر عـدد مـن عمـد البرقـد نيالا وتوجهـوا إلـى “خـزان جديد” بينهـم معتمـد شـعيرية السـابق صديـق عبدالنبـي، وفيمـا شـنت المليشيا حملـة اعتقالات واسـعة لمنسـوبيها واعتقلت نحو 190 فـي محيـط نيالا وشملت 13 مـن الفنيين الأجانب المرتزقة في مجال المسيرات والمدافع، وذكرت مصـادر، إن الاعتقالات تسـببت فـي قتـل ضابـط بالمليشيا مـن السلامات الشـي الـذي تسـبب فـي توتر الأجواء بني قبيلـة السلامات وقائد المعتقلات خالد سبيل.
فى السياق ذاته ، وجه قائد ثاني المليشيا عبدالرحيـم دقلـو بالسـيطرة علـى الأوضاع باسـتخدام القـوة، وتـم ارسـال مركبـات قتاليـة للقبـض علـى العمـد المعتمدين السابقين بتهمـة التحريـض ضـد المليشيا ،إلا ان الأمر انتهـى بخضـوع العمـد لتسـوية قضـت بلقـاء أحـد مستشـاري المليشيا فـي حـي التضامـن فـي نيالا لإظهار الدعـم للمليشـيا.
وتعاني قيـادة المليشيا مـن أزمـات داخـل المكونات الاجتماعية وتفشـت أكثـر وسـط القـوات والتـي باتـت تنقسـم لمجموعـات قبليـة ،مـع تزايـد انعـدام الثقـة فـي قبيلـة الرزيقـات المسـيطرة علـى قيـادة المليشيا، وقـام قـادة المليشيا مـن الرزيقـات بطـرد المكونات الاخـرى مـن السـكن فـي محيـط مطـار نيالا واعتقلـت وقتلت عـدد كبيـر مـن المكونات الاخـرى للمليشـيا بحجـة التجسـس لصالـح الجيش.
وكشـفت مصـادر عن تعيين المتمرد محمـد ناجـي عبيـد حمـاد قائـداً للمليشـيا فـي الضعين بدلاً للمتمـرد نهـار للسـيطرة علـى معدلات الهـروب وسـط المليشيا لجنوب السودان بسبب الاعتقالات التـي قامـت بهـا المليشيا المتمـردة وبسـبب اقتـراب الجيـش، وتعمـل المليشيا علـى جعـل الضعين قيادة متقدمة لعمليات كردفان.