مقولة حق لعالم أزهري أمام ملك مصر
لما رجع طه حسين من البعثة في فرنسا كرمّه ملك مصر فؤاد الأول بالجامع الأزهر، وفي خطبة الجمعة فى حضور الملك وطه حسين أراد خطيب (الجمعة) أن ينافق فيمدح ملك مصر بعد إكرامه طه حسين (الكفيف) والاحتفاء به، فقال ( لا عبس ولا تولّى لما جاءه الأعمى) !!
وكان من بين الحاضرين الشيخ محمد شاكر – وكيل الأزهر في زمانه – رحمه الله – فوقف بعد الصلاة وقال لجموع الناس: أعيدوا جمعتكم ظهرا فإن الخطيب كفر فأعادوها.
وأوضح العالم الازهري محمد شاكر الذي لا يخشى إلا الله ، بأن الخطيب شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم تعريضاً لا تصريحاً. لأن الله سبحانه عتب على رسوله صلى الله عليه وسلم حين جاءه ابن أم مكتوم الأعمى، وهو يحدث بعض صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام، فأعرض عن الأعمى قليلاً حتى يفرغ من حديثه، فأنزل الله عتاب رسوله في هذه السورة الكريمة.
ورفع العالم الجليل رسالة إلى الملك بلّغه بهذا الحكم، فأوعز بعض المنافقين للخطيب برفع قضية ضد الشيخ محمد شاكر باعتبار أنه شهّر به أمام الناس.
وأمام القاضي وقف الشيخ – رحمه الله – وقال للقاضي: أنا لا أريد علماء الأزهر ولا علماء اللغة العربية، بل أريد مستشرقين يكفرون بالله العظيم، ويعرفون اللغة العربية ليقولوا لنا، هل ما قاله الخطيب يعتبر تعريضًا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – أم لا ؟! يقصد أن الخطيب يقول عن الملك أنه ما عبس وما تولّى، في حين أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عبس وتولّى. فسحب الخطيب قضيته.
وبعدها فصل من عمله، يقول الشيخ أحمد الشاكر المحدث الكبير ابن العلامة محمد شاكر : ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين، وبعد أن كان متعاليًا منتفخًا معتزًّا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء، رأيته ذليلا مهينًا، خادمًا على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها، في ذلة وصغار، حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه، فما كان موضعًا للشفقة، ولا شماتة فيه، فالرجل النبيل يسمو على الشماتة، لكن لما رأيت من عبرة وموعظة
ومن يهن الله فماله من مكرم.
واللافت ايضا بالاضافة للموقف الجرئ للشيخ الأزهري ،أن الملك فؤاد الاول لم يتدخل للدفاع عن من نافقه ولم يسلط زبانيته على الشيخ محمد الشاكر
مختارة من صفحة الصحفي
ياسر السنجهاوي