ملوثات المجتمع الحديث تقتل الحواس الخمس!! بقلم: محمد بهي
تتعدد المشكلات والقضايا البيئية فى المجتمع المصرى وأخطرها مشكلة التلوث التى تفاقمت وتحورت حتى أصابت الحواس الخمس للمواطن المصرى. وأصبحت بمثابة الأمراض المزمنة التى تعيش فى جسد المجتمع لتقضى على كل إحساس جميل. والمدهش والعجيب أن المجتمع يحاول التكيف معها لعدم قدرته على إيجاد حلول جذرية لها .
الحواس الخمس (السمع والبصر و الشم والتذوق واللمس )
أنعم الله بهاعلى الانسان لفهم وإدراك ما يدور حوله والتواصل مع الأخرين واذا فقد إحداها يصبح لديه عجز على التمييز او الاحساس بجمال الطبيعة وهذا ما نراه ونعيشه الان بعد ان قضى التلوث على كل الحواس.
التلوث السمعى تصاب به الأذن بسبب سماع أصوات غير مرغوب فيها أو ما تسمى بالضوضاء وماأكثرها فى مجتمعنا المعاصر، مثل إستخدام ألات التنبيه للسيارات بشكل عشوائى وخاصة فى ظل الإذدحام المرورى ، و تواجد المصانع والورش الحرفية داخل الكتل السكنية ، و أنتشار الأغانى الهابطة وأصوات الباعة الجائلين و مزاح الشباب فى الشوارع يستخدمون الفاظاً خارجة وجارحة ، كل هذه الملوثات تصيب المواطن بالأمراض منها ضعف السمع والصداع وإرتفاع ضغط الدم وعدم القدرة على التركيز وإضطراب الجهاز العصبى .
التلوث البصرى هو ما يجعل العين تشمئز وتنفر إذا وقعت عليه، لأنه مخالف للطبيعة و مؤذ للعين.، وفى مجتمعنا نجد الملوثات البصرية فى الشارع مثل أكوام القمامة والمساكن العشوائية، وأزياء الشباب والفتيات ،وقصات الشعر الغريبة وأطفال الشوارع والمتسولين /ومعاناة كبار السن من ضيق ذات اليد فى ظل الغلاء الفاحش.
وفى العمل نرى المتكاسلين والمقصرين فى اداء العمل والمرتشين والمنافقين والواسطة والمحسوبية وإحتلال المناصب من غير الأكفاء كل ذلك يصيب المواطن بالاشمئزاز والاكتئاب وبالأمراض النفسية.
التلوث أصاب الانف بالعطب بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من أكوام القمامة المتراكمة ، وعوادم السيارات والمصانع وعمليات التهجين للفاكهة والخضرات التى جعلت الكل فى واحد ، كنا قديماً نشتم رائحة الطهى من خارج البيت ، ونخبر الوالد بما فى الاكياس قبل ان يقول ،وخاصة الجوافة والبرتقال والتفاح أما الان أصابنا التلوث بالعطب وعدم التمييز والأمراض الصدرية.
التلوث قضى على حاسة التذوق بسبب تلوث التربة وتلوث المياة وإستخدام الصرف الصحى فى رى الأرض الزراعية وإستخدام المبيدات بعشوائية والتجارب الزراعية التى تهدف الى زيادة حجم الثمار من أجل زيادة الانتاج.
كل هذا أدى الى عدم الاستمتاع بما نأكل وعدم الرغبة فى اختيارانواع محددة لانها فى النهاية أصبحت متشابه وليس لها طعم فمثلا الخيار كالبطيخ وكل الخضروات أصبحت سبانخ وبالتالى قلت الرغبة فى تناول طعام معين وما نقوم به هو حشو المعدة والاحساس بالشبع .
التلوث أصاب حاسة اللمس بالتبلد لآن جلد الانسان أصابته الأمراض من كثرة الملوثات فى الهواء المتشبع بالاتربة ودخان المصانع وعوادم السيارات والمحروقات من البترول والفحم وقش الارز والالوان الصناعية المستخدمة فى بعض السلع والصبغات الصناعية للملابس كل هذه الملوثات أصابت المواطن بالامراض الجلدية وفقدان حاسة اللمس مثل باقى الحواس
إذا كان المجتمع الصناعى أوكما يطلقون عليه المجتمع الحديث يتميز بكل هذه الملوثات القاتلة للحواس الخمسة فهيا بنا نبحث عن مجتمع أخر أكثر نقاء وإن كان مجتمع تقليدى او بدائى لنحافظ على نعم الله علينا .