مليون ونصف مصري يعانون من أعراض “منير”.
كتبت زينب الدراجينى
كشف الدكتور هشام كوزو، استاذ ورئيس وحدة طب السمع والاتزان بكلية الطب في جامعة الإسكندرية، وجود تضارب كبير في نسب حدوث مرض ” منير” اضطراب غير معروف السبب يصيب الأذن الداخلية من بلد لآخر ومن بحث لآخر وأن النسب العالمية المتفق عليها هي أن حوالي 1.2%(12في الألف) من الأشخاص يعانون من نوبات دوار قد تكون متشابهة لمرض منيير وأن نصف هذه الحالات فقط يمكن تشخيصهم إنهم يعانون من مرض منيير.
وأشار دكتور هشام إلى أن هذا المرض سمي بهذا الاسم نسبة إلى الطبيب الفرنسي “بروسبر منيير” والذي وصف أعراض هذا المرض بدقة في عام1861 وأظهر أن سبب الأعراض هو اضطراب الأذن الداخلية لافتاً إلى أن أعراض مرض منيير تشمل ضعف سمع حسي بدرجات متزايدة في الأذن المصابة وطني بالاذن المصابة وضغط أو كتمة بالاذن المصابة ودوار شديد واحد يأتي على هيئة نوبات لاتقل عن 20دقيقة وفي بعض الحالات لاتكون كل الأعراض السمعية موجودة ولكن في أكثر من 60% من الحالات يبدأ المرض بنوبات دوار مصاحبة بواحدة على الأقل من الأعراض السمعية.
وقال دكتور هشام عن وجود أنواع من مرض منيير في مصر أنه يوجد على الأقل ثلاث أنواع اكلينيكية رئيسة يمكن وصفها وهي النوع الأول مرض منيير الكلاسيكي حيث تكون أعراضه في أذن واحدة مع نوبات الدوار الشديد، ولحسن الحظ فإن أكثر من 80% من حالات مرض منيير تصيب أذن واحدة فقط، أما النوع الثاني : هو مرض منيير بالاذنين ويحدث ذلك في 15_20% من الحالات وعادة ما تبدأ الأذن الثانية بعد 2_5 سنوات من الأذن الأولى، وأما عن النوع الثالث : وهو مرض منيير الدهليزي والمقصود أنه يصيب فقط دهليز الأذن الداخلية وهو الجزء المسؤول عن السمع وبالتالي فهذا النوع النادر يعاني فيه المريض من نوبات الدوار الحادة دون حدوث أعراض سمعية مثل ضعف السمع أو الطين.
وأضاف أنه يحدث مرض منيير غالبا بداية من العقد الثالث من العمر ويزداد مع التقدم في العمر ونادرا ما يحدث قبل سن20عام ويحدث أكثر في النساء عن الرجال ويرتبط حدوثه ببعض العوامل الأخرى وأهمها : الاكتئاب والاضطرابات النفسية واضطرابات النوم والقلق والضغط العصبي والصداع النصفي وشرب الكحوليات والتدخين والاضطرابات الغذائية ونقص بعض العناصر الغذائية.
وأضاف دكتور هشام أن مرض منيير هو مرض مزمن ولكن يمكن علاجه والتقليل من أعراضه ويجب أن نطمئن أصحاب هذا المرض أن العلم والطب يستحدث كل يوم الجديد في مواجهة هذا المرض.
والبناء الأول في علاج هذا المرضهو طمأنينة المريض بأن هذا المرض ليس خطيرا على الصحة العامة ولا علاقة له بالمخ والجهاز العصبي وهو هاجس يصيب المريض بالذات مع النوبات الأولى للدولار والبناء الثاني من العلاج هو الوقاية فلابد دائماً نقول للمريض أن هذه النوبات لايمكن إيقافها إذا حدثت ولكن يمكن منع حدوثها بالاحتياطات الاتية: تقليل الملح في الطعام والامتناع عن المخلفات والأسماك المملحة وغيرها وبعض المعلبات مثل أكياس( الشبس) ويمكن استبدال ملح الطعام بملح البوتاسيوم والذي لايؤدي إلى احتباس الماء بالجسم وبالتالي زيادة إفرازات الأذن الداخلية والامتناع عن التدخين والكحوليات والكافيين الموجود في القهوة والمياه الغازية وتجنب القلق والضغط العصبي بقدر الإمكان والمتابعة الدورية للصحة العامة بالفحص المعملي والكشف الإكلينيكي.