مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: أحداث الفاشر استمرار للتطهير العرقي

كتبت – د. هيام الإبس
أكد الحارث إدريس، مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، أن ما يجري في الفاشر استمرار لنمط ممنهج من التطهير العرقي، مشيراً إلى أن ميليشيا الدعم السريع ترتكب إبادة جماعية في السودان، وأشار إلى أن مدنيو الفاشر إما أبيدوا فيها أو قتلوا خلال نزوحهم منها، منوهاً بأن ميليشيا الدعم السريع امتداد طبيعي للجنجويد ولا شرعية لها، كما أنها همجية وخارجة عن أسس الحضارة العصرية.
وقال المندوب، إن مدينة الفاشر باتت رمزاً جديداً للمأساة الإنسانية التي تصنعها ميليشيا الدعم السريع، مؤكداً أن ما يجري في الفاشر استمرار لنمط ممنهج من التطهير العرقي.
وأكد مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة، إن السودان “سيقاوم مشروع التفكيك الدولي ورعاته الإقليميين والدوليين”، مشدداً أنه “سيعوّل على مد البندقية لدحرهم، واستخدام حق الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة” وذلك كما فعلت حركة الإمام المهدي أمام الاستعمار في القرن التاسع عشر.
وأضاف خلال جلسة مجلس الأمن مساء اليوم، أن استمرار صمت المجتمع الدولي تجاه ما يجري من جرائم ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ورعاتها الإقليميون؛ تحول إلى استعمار جديد بنمط قبيح، مشدداً أن لا يُفسر على أنه حياد؛ بل تواطؤ مشين بالصمت وتحريض بالإشارة.
وأكد أن السودان لن ينسى من تسبب له في هذه الكوارث وتجاهل معاناته وتشريده، موضحاً أن السودان لا يطلب الشفقة ؛ ولكنه يطالب باستعادة المعايير الأخلاقية التي قامت عليها الأمم المتحدة، وأن يقف مجلس الأمن موقفاً شجاعًا منسجماً مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تحرم العدوان الخارجي، وتحمي الشعوب من الإبادة الجماعية.
وتابع: لم يعد هناك مدنيون في مدينة الفاشر، فهم إما أُبيدوا عبر هجمات الصواريخ والمسيرات والأسلحة الكيماوية التي استخدمتها الميليشيا المتمردة مؤخراً ، أو قُتلوا أثناء خروجهم من المدينة طلباً للأمان.
ونفى الاتهامات الموجهة لحكومته بعرقلة العمل الإنساني، مؤكداً أن قرار إبعاد مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي ومديرة عملياته في السودان، جاء بعد “رصد دقيق للعديد من التجاوزات التي تمس سيادة البلاد وأمنها القومي وتقدح في حيادية المنظمة وفقاً للمهام الموكلة إليها”.
وعبر عن دعم السودان لبرنامج الغذاء العالمي، مؤكداً أن قرار الإبعاد لا صلة له بعمل البرنامج واستمرار التعاون.
وشدد على التزام السودان بالقانون الدولي الإنساني، وتسهيل إيصال المساعدات بما في ذلك مناطق النزاعات.




