منظمة الصحة العالمية: وباء “إكس” يلوح في الأفق وسيكون أخطر من كورونا
كتب – محمد السيد راشد
تُكرّر منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الصحية ومراكز الأبحاث العلمية التحذير من المرض “إكس”. وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن جائحة جديدة أكثر فتكاً من كوفيد-19 تلوح في الأفق، والسؤال بشأن المرض ليس ما إذا كان سيضرب العالم، بل متى سيحدث ذلك. أضاف أن ما يطلق عليه اسم “المرض إكس” يمكن أن يعيث فساداً في جميع أنحاء العالم، لأن الناس فشلوا في تعلم الدروس من الأوبئة السابقة.
وأشار غيبريسوس إلى أن الأمر يتعلق بـ “مسألة متى، وليس ما إذا كانت مسببات الأمراض وجائحة جديدة ستحدث”، مضيفاً أنه أعطى تحذيراً مماثلاً عام 2018 من احتمال حدوث جائحة، وقد ثبت أنه كان على حق مع تفشي فيروس كورونا القاتل. وقال إن العالم لا يزال غير مستعد لمواجهة جائحة جديدة، وكرر دعوته إلى الاتفاق على معاهدة عالمية بحلول شهر مايو/ أيار المقبل، قائلاً إن المعاهدة “مهمة حاسمة للإنسانية”.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن المرض “إكس” يشير إلى وباء دولي خطير يمكن أن يكون ناجماً عن مسببات الأمراض غير المعروف حالياً أنها تسبب مرضاً بشرياً.
وتصنّف المنظمة “إكس” كمرض ذي أولوية في حملتها للتوعية، إلى جانب كوفيد-19، وحمى القرم-الكونغو النزفية، ومرض فيروس الإيبولا، ومرض فيروس ماربورغ، وحمى لاسا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، ومرض فيروس نيباه، ومرض فيروس الهينيبا، وحمى الوادي المتصدع، وفيروس زيكا
وأضيف المرض “إكس” إلى القائمة في عام 2018. إلى ذلك، نقل موقع صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز” ورقة بحثية نشرت في مجلة لانسيت بلانيت هيلث، تشير إلى أن الخطوات الأكثر منطقية لتقليل خطر حدوث جائحة أخرى يتمثل بتقليل احتمالية التفاعل حيث تنتقل الفيروسات حيوانية المنشأ من الحيوانات الأخرى إلى البشر. وعلى الرغم من أن الورقة البحثية المنشورة لا تذكر صراحةً المرض “إكس”، مع التزامات مالية كبيرة تهدف إلى الوقاية من الجائحة، ركزت في المقام الأول على الاستعداد والاستجابة بدلاً من الوقاية.
يشار إلى أنه كان ضمن برنامج عمل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي انعقد ما بين 15 و19 يناير/ كانون الثاني الماضي، اجتماع بعنوان “الاستعداد للمرض إكس”.
ولا يعرف العلماء حتى الآن نوع الفيروس الذي قد يسبب الوباء التالي، أو بعبارة أخرى، المرض إكس الذي سيتحول إليه. ويقول خبير الأمراض المعدية في كلية الطب والعلوم الطبية الحيوية بجامعة بافلو جاكوبس، لصحيفة “الإندبندنت”، توماس روسو، إن الكثير من الناس يعتقدون أنه يمكن أن يكون فيروساً تاجياً أو سلالة جديدة من الإنفلونزا، لكن يمكن أن يكون جديداً تماماً”.
يضيف روسو أنه “لا توجد طريقة لمعرفة متى سيظهر المرض إكس، ولا يمكننا إجراء أي تخمينات مدروسة عن مدى فتكه. لكن بالنظر إلى ما شهده العالم خلال عامي 2020 و2021 قبل توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 على نطاق واسع، فمن الأهمية أن نظل متيقظين للأمراض المثيرة للقلق التي تظهر”.
والحد من الضرر الذي قد يسببه المرض إكس يوجب على المسؤولين وصناع السياسات الاستمرار في التركيز على منع الوباء التالي. في هذا الإطار، يتحدث روسو عن أهمية “مواصلة البحث والتمويل الطبي الحيوي والحفاظ على استمراريتها في ما يتعلق بأساسيات ما نسميه العوامل النموذجية”، مشيراً إلى أن “هذه العوامل النموذجية هي أي عوامل يتوقع
العلماء أنها يمكن أن تسبب مرضاً وموتاً جماعياً في المستقبل، مثلما فعل كوفيد-19 عندما ظهر لأول مرة”.