منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية ممنهجة في غزة

كتب / محمد السيد راشد

اتهمت منظمة العفو الدولية سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب “أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية” في قطاع غزة، موثقة في تقريرها السنوي لعام 2024-2025 انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، شملت استهداف البنية التحتية الحيوية، وتدمير ممنهج للمرافق المدنية.

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ،أكدت المنظمة أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي جاءت غير قانونية، واستهدفت عمدًا شبكات المياه والكهرباء والمرافق الطبية، ما أدى إلى حرمان الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة الأساسية، في ظل استمرار الحصار على القطاع.

تواطؤ دولي وقمع المؤيدين لفلسطين في الغرب

ورصد التقرير تصاعدًا خطيرًا في الإجراءات القمعية التي تتخذها دول غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، ضد الأصوات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني أو المنتقدة لسياسات إسرائيل، لا سيما فيما يخص عدوانها المتواصل على غزة.

وانتقدت منظمة العفو الدولية استمرار الحكومة البريطانية في تصدير الأسلحة إلى تل أبيب، في ظل أدلة واضحة على استخدام تلك الأسلحة في انتهاك القانون الدولي.

وفي هذا السياق، قالت كارلا ماكلارين، مديرة العلاقات الحكومية والسياسية في منظمة العفو الدولية بالمملكة المتحدة، إن “استمرار حكومة المملكة المتحدة في نقل الأسلحة إلى إسرائيل، رغم الأدلة الدامغة على الجرائم المرتكبة، ليس مجرد عمل غير مسؤول، بل ينطوي على خطر التواطؤ في الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين”.

وأضافت في تصريحات لـ”الجزيرة نت”: “في وقت يُقتل فيه الفلسطينيون بالإفلات التام من العقاب، فإن الحق في الاحتجاج السلمي على هذه الفظائع أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”.

“الإفلات من العقاب” وضرورة المساءلة

ووصفت ماكلارين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة بأنه اتسم بـالقصف العشوائي، والحصار الشامل، والعقاب الجماعي، مؤكدة أن هذه السياسات الممنهجة أدت إلى مقتل آلاف المدنيين، معظمهم من الأطفال، وتدمير البنية التحتية للقطاع المحاصر.

وشددت على أن قوات الاحتلال تنتهك اتفاقية منع الإبادة الجماعية بشكل صارخ، ما يستدعي تفعيل فوري لآليات المساءلة الدولية، داعية إلى دعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية الجارية بشأن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من قبل المسؤولين الإسرائيليين.

كما طالبت منظمة العفو الدولية الحكومات حول العالم باحترام حرية التعبير والتجمع السلمي، ووقف تجريم التضامن مع الفلسطينيين أو قمع الانتقادات الموجهة لإسرائيل.

اتفاقات منتهكة وعدوان مستمر

وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل، قد دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، غير أن إسرائيل تنصلت من الاتفاق في 18 مارس/آذار الماضي، وأعادت إطلاق حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، رغم التزام حماس بكافة بنود الاتفاق.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، شن هجمات مدمرة على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل ظروف إنسانية وصحية غاية في السوء.