منظمة دولية: السودان يمضى نحو الانهيار الشامل

السودان يعيش سياسة "الأرض المحروقة

كتبت : د.هيام الإبس

 

حذرت منظمة دولية من أن السودان يمضى نحو “الانهيار الشامل” تحت أنظار و”صمت” العالم، مشيرةً إلى أن مؤشرات الانهيار باتت تتسارع بشكل مقلق فى ظل التبعات الكارثية للحرب المستمرة فى البلاد منذ أكثر من 19 شهراً.

 

وقال الأمين العام للمجلس النرويجى للاجئين يان إيجلاند فى ختام زيارته للسودان، الجمعة، إن عاماً ونصف من الحرب أطلق العد التنازلى “بلا هوادة نحو الانهيار التام فى السودان”، حيث يعانى أكثر من 20 مليون شخص من العنف المستعر والجوع المتزايد والنزوح القسرى.

 

ووصف إيجلاند الأزمة الحالية فى السودان بأنها “أسوأ أزمة إنسانية فى العالم على الإطلاق”، مشيراً إلى الحاجة لإيقاظ العالم وإجباره على فعل كل ما يمكن لإنقاذ حياة الملايين من السودانيين. وأوضح: “عندما اندلعت الحرب فى دارفور قبل عشرين عاماً، كان لدينا رؤساء ورؤساء وزراء منخرطون فى وقف الفظائع هناك، لكن اليوم ورغم أن هناك أضعافاً مضاعفة من الأرواح على المحك، إلا أن العالم يقابلها بصمت يصم الأذان”.

 

وعبر إيجلاند عن فظاعة المأساة المتزايدة فى البلاد، بالقول: “لقد رأيت للتو بأم عينى، فى دارفور وفى الشرق، النتيجة المدمرة للهجمات العشوائية والحرب العبثية، تخبرنا المجتمعات التى نخدمها عن عنف مروع حيث دمرت قرى بأكملها وأعدم مدنيون واغتصبت نساء وتدمرت البيوت بسبب القصف والغارات الجوية”.

 

ورأى أن السودان يعيش سياسة “الأرض المحروقة” وبات قريباً من “السقوط الحر”، فى ظل استمرار المعاناة ومواجهة الملايين خطر المجاعة، محذراً من أن التأخير فى اتخاذ الإجراءات والجهود الدبلوماسية غير الكافية من شأنه أن يزيد من معاناة الشعب السودانى.

 

تبعات صادمة

 

وتسببت الحرب المستمرة فى السودان منذ منتصف أبريل 2023، فى تبعات إنسانية وأمنية واقتصادية صادمة للغاية.

 

ففى الجانب الإنسانى، شردت الحرب أكثر من ثلث السكان وجردت نحو 18 فى المئة من الأسر من مصادر دخلها تماماً وأعجزت 70 فى المئة منها عن إلحاق أطفالها بالمدارس، كما تراجعت نسبة القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية إلى أقل من 15 فى المئة من مجمل السكان المقدر تعدادهم بنحو 48 مليون نسمة، بحسب دراسة أجرتها الأمم المتحدة.

 

وانخفضت نسبة الأسر الحضرية التى تتمتع بالأمن الغذائى من حوالى 54 فى المئة إلى 20 فى المئة فقط، يواجه 76 فى المئة منهم صعوبات كبيرة فى تلقى المساعدات.

اقتصادياً، سرٌعت الحرب من التدهور الاقتصادى المريع الذى تعيشه البلاد، وسط تقديرات تشير إلى خسائر شهرية مباشرة بنحو 500 مليون دولار.

 

وتراجع الناتج الإجمالى بأكثر من 70 فى المئة، وفقدت العملة الوطنية أكثر من 400 فى المئة من قيمتها حيث يجرى تداول الدولار الواحد حالياً عند نحو 2300 جنيه مقارنة مع 600 جنيهاً قبل اندلاع الحرب، كما ارتفعت معدلات التضخم لأكثر من 200 فى المئة وتضاعفت أسعار السلع الأساسية بنسب وصلت إلى 400 فى المئة.

أما في الجانب الأمنى، فقد تسبب القصف الجوى والأرضى والوجود الكثيف للمليشيات المسلحة فى انهيار كامل فى العديد من مناطق البلاد.

أبرز مظاهر الانهيار

 

أكثر من 61 ألف شخص لقوا حتفهم فى الخرطوم بين أبريل 2023 ويونيو 2024، بحسب كلية لندن للصحة والطب الاستوائى.

 

خلال أكتوبر 2024، أدت الهجمات على المدنيين والقتال فى جميع أنحاء البلاد إلى مقتل نحو 2600 شخص وتشريد أكثر من 27 ألف شخص، بحسب المجلس النرويجى للاجئين.

تسبب الصراع فى السودان فى أكبر أزمة نزوح فى العالم، فقد نزح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد، وعبر 3 ملايين آخرين الحدود للجوء فى الدول المجاورة، بحسب الأمم المتحدة.

 

حرمت الحرب نحو 17 مليون طفل من مواصلة تعليمهم، فيما يعانى 3.7 مليون طفل من سوء التغذية ويعيش أكثر من 3 ملايين طفل فى مخيمات نزوح تفتقد لأبسط مقومات الحياة، بحسب اليونسيف.

فقد 60 فى المئة من السودانيين مصادر دخلهم وخسر الاقتصاد مئات المليارات وتعطلت 80 فى المئة من قدراته.

 

خرجت نحو 70 فى المئة من المؤسسات الصحية عن الخدمة فى ظل شح كبير فى الدواء وانتشار واسع للأمراض الوبائية والمعدية، بحسب نقابة أطباء السودان.

تسود معظم مناطق البلاد فوضى عارمة فى ظل شمول الحرب أكثر من 70 فى المئة من مساحة البلاد ووجود أكثر من 100 حركة مسلحة.

Exit mobile version